نام کتاب : الإمام الحسين ( ع ) سماته وسيرته نویسنده : السيد محمد رضا الجلالي جلد : 1 صفحه : 141
غير المتحقق في ظاهر الأمر ، فكيف يرفع اليد عنه ؟ وما هو عذره عن الحجة التي تمت عليه بدعوتهم له ؟ ولم يبد منهم نكث وغدر بعد ؟ فلا بد أن يمضي الإمام في طريق أداء واجبه ، حتى تكون له الحجة عليهم إذا خانوا وغدروا ، كما حدث في كربلاء ، ولو على حساب وجوده الشريف . وقد كان الإمام يعلن ، ويصرح ، ويشير - باستمرار - إلى كتب القوم ورسائلهم عندما يسأل عن وجه مسيره . ليدل المعترضين على خروجه ، إلى هذا الوجه الرصين المحكم ، وهذا الواجب الإلهي المستقر على الإمام عليه السلام . وبهذا أسكت الإمام اعتراض ابن عمر فقال له مكررا : [ 246 ] هذه كتبهم وبيعتهم [1] وكل مسلم يعلم أن الحجة إذا تمت على الإمام - بحضور الحاضر ووجود الناصر - فقد أخذ الله عليه أن يقوم بالأمر عند انعدام العذر الظاهر ، ولا تصده احتمالات الخذلان ، ولا يردعه خوف القتل عن ترك واجبه ، أو التقصير في ما فرض عليه . بل لا بد من أن يسير على ما ألزمه الله ظاهرا ، من القيام بالأمر وطلب الصلاح والإصلاح في الأمة ، حتى تنقطع الحجة ، ولا يبقى لمعتذر عذر . وهكذا كان يعمل الأنبياء من قبل .