نام کتاب : الإمام الحسين ( ع ) سماته وسيرته نویسنده : السيد محمد رضا الجلالي جلد : 1 صفحه : 140
فإذا كان الحسين عليه السلام خارجا لأداء واجب الدعوة إلى الله ، فلا يكون خروجه لغوا ، ولا يحق لأحد أن يعاتبه عليه ، لأنه إنما يؤدي بإقدامه واجبا إلاهيا ، وضعه الله على الأنبياء وعلى الأئمة ، من قبل الحسين وبعده . وإذا أحرز الإمام تحقق شروط ذلك ، وتمت عنده العدة للخروج ، من خلال العهود والمواثيق ومجموعة الرسائل والكتب التي وصلت إليه . فهو لا محالة خارج ، ولا تقف أمامه العراقيل المنظورة له والواضحة ، فضلا عن تلك المحتملة والقائمة على الفرض والتخمين ، مثل الغدر به وهلاكه ، ذلك الذي عرضه الناصحون ، فكيف لو كان المنظور هو الشهادة والقتل في سبيل الله ، التي هي من أفضل النتائج المتوقعة ، والمترقبة ، والمطلوبة لمن يدخل هذا السبيل . مع أنها مقضية ، ومأمور بها ، وتحتاج إلى توفيق عظيم لنيلها ، فهي إذن من صميم الأهداف التي يضعها الإمام أمام وجهه ، لا أنها موانع لإقدامه وأما أهل العراق وسيرتهم ، وأنهم أهل النفاق والشقاق ، وعادتهم الغدر والخيانة . فتلك أمور لا تعرقل خطة الإمام في قيامه بواجبه ، وإنما فيها الضرر المتصور على حياة الإمام وتمس راحته ، وليس هذا مهما في حيال أمر القيادة الإسلامية ، وأداء واجب الإمامة ، حتى يتركها من أجل ذلك ، ولذلك لم يترك الإمام علي عليه السلام أهل الكوفة ، بالرغم من استيائه منهم إلى حد الملل والسأم ، لكن لا يجوز له - شرعا - أن يترك موقع القيادة ، وواجب الإمامة من أجل أخلاقهم المؤذية لشخصه . وكذلك الواجب الذي ألقي على عاتق الإمام الحسين عليه السلام بدعوة أهل العراق ، وأهل الكوفة ، بالخروج إليهم ، والقيام بأمر قيادتهم ، وهدايتهم إلى الإسلام ، لم يتأد إلا بالخروج ، ولم يسقط هذا الواجب بمجرد احتمال العصيان
140
نام کتاب : الإمام الحسين ( ع ) سماته وسيرته نویسنده : السيد محمد رضا الجلالي جلد : 1 صفحه : 140