نام کتاب : الإمام الحسين ( ع ) سماته وسيرته نویسنده : السيد محمد رضا الجلالي جلد : 1 صفحه : 129
السلام منهم في المدينة ، فلا بد من وضع العراقيل في طريقه حتى يتراجع ، ولا يخرج إلى العراق . ومن الملاحظ في طريق الحسين عليه السلام كثرة عدد الناصحين له عليه السلام بعدم الخروج إلى العراق ، وتكاد كلمتهم تتفق على السبب ، وهو أن أهل العراق أهل غدر وخيانة ، وأنهم قتلوا أباه وطعنوا أخاه . ومن الغريب أن نجد في الناصحين : القريب والغريب ، والشيخ والشاب ، والرجل والمرأة ، ثم نجد الصحابي ، والتابعي ، والصديق ، والعدو . ومن جهة أخرى : نجد إجابة الإمام الحسين عليه السلام لكل واحد تختلف عن إجابته للآخر ، ولكن الحقيقة واحدة . وسكت عن إجابة البعض . وأما تفصيل الأمر : جاءه أبو سعيد الخدري ، فقال [ ص 197 ] : يا أبا عبد الله ، إني لكم ناصح ، وإني عليكم مشفق ، وقد بلغني أنه كاتبك قوم من شيعتكم بالكوفة يدعونك إلى الخروج إليهم ، فلا تخرج ، فإني سمعت أباك ، يقول بالكوفة : والله لقد مللتهم وأبغضتهم وملوني وأبغضوني ، وما بلوت منهم وفاء ومن فاز بهم فاز بالسهم الأخيب ، والله ما لهم ثبات ، ولا عزم أمر ، ولا صبر على سيف . ولم يذكروا جواب الإمام الحسين عليه السلام لأبي سعيد ، الصحابي الكبير ، ولعل الإمام تغافل عن جوابه ، احتراما لكبر سنه ، أو تعجبا منه لعدم تعمقه في
129
نام کتاب : الإمام الحسين ( ع ) سماته وسيرته نویسنده : السيد محمد رضا الجلالي جلد : 1 صفحه : 129