( عن ابن إسحاق ، أن مدة ما أخفى ( ص ) أمره ، أي المدة التي صار يدعو الناس فيها خفية بعد نزول : يا أيها المدثر ، ثلاث سنين ، أي فكان من أسلم إذا أراد الصلاة يذهب إلى بعض الشعاب يستخفي بصلاته من المشركين ، أي كما تقدم فبينما سعد بن أبي وقاص في نفر من أصحاب رسول الله - ( ص ) ورضي عنهم - في شعب من شعاب مكة ، إذ ظهر عليهم نفر من المشركين وهم يصلون ، فنكروهم وعابوا عليهم ما يصنعون حتى ضرب سعد بن أبي وقاص رجلا منهم بلحى بعير وقاتلوهم ، وهو أول دم أريق في الإسلام ، ثم دخل ( ص ) هو وأصحابه مستخفين في دار الأرقم . إلى أن قال - : - فكان ( ص ) وأصحابه يقيمون الصلاة بدار الأرقم ، ويعبدون الله تعالى فيها إلى أن أمره الله تعالى بإظهار الدين ، أي وهذا السياق يدل على أنه ( ص ) استمر مستخفيا هو وأصحابه في دار الأرقم إلى أن أظهر الدعوة ، وأعلن ( ص ) في السنة الرابعة ، أي وقيل : مدة استخفائه أربع سنين ، وأعلن في الخامسة ) . فهكذا إمامنا الثاني عشر ( ع ) إذا يأمره الله تعالى بعد وقوع هذه الآيات يظهر ويخرج ، ويملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا . فإن فعل قبل ذلك لعصى الله . والعاصي ظالم ، والظالم لا ينال الإمامة و ( لا ينال عهدي الظالمين . . . الآية ) ، والوجه ظاهر . والله أعلم بالصواب . وهذا ما أردنا ذكره على العجال والله ولي التوفيق . ( تنبيه ) جاء في صفحة ( 25 ) : وأما الجواب عن أفكارهم بقاؤه في سراب . والصحيح : وأما الجواب عن إنكارهم بقاءه في سرداب . كما وقعت أخطاء بسيطة معدودة لا تخفى على القارئ الكريم . رقم الايداع في المكتبة الوطنية ببغداد ( 69 ) 1973 في 6 / 2 / 1973 < / لغة النص = عربي >