أَبو حنيفة في ميزان الجرح والتعديل اختلفت فيه الآراء : فهو عند بعض كان من الأَئمة الثقات ، كما وثّقه ابن معين ، ومدحه بعض آخر بالحلم وحُسن السَّمت [1] ، والأَكثر على تضعيفه وتكذيبه . قال محمد بن سعد العوفي : « سمعت يحيى بن معين يقول : كان أَبو حنيفة ثقة لا يحدّث بالحديث إِلاّ بما يحفظه ، ولا يحدّث بما لا يحفظ . وروى أَحمد بن محمد بن القاسم بن محرز عن ابن معين : « كان أَبو حنيفة لا بأس به » . وقال مرة : « هو عندنا من أَهل الصدّق » . [2] ولابن معين فيه تضعيف سيأتي في كلمات الجارحين . وقال ابن المبارك : « أَبو حنيفة أَفقه الناس » . [3] وقال الخريبي : « ما يقع في أَبي حنيفة إِلاّ حاسد أَو جاهل » . [4] وقال الشافعي : « الناس في الفقه عيال على أَبي حنيفة » . [5] وقال أَبو معاوية : « حب أَبي حنيفة من السُّنّة ، وهو من العلماء الذين امتحنوا في الله » . [6] وقال محمد بن شجاع : « سمعت علي بن عاصم يقول : لو وزن عقل أَبي حنيفة بعقل نصف الناس لرجح بهم » . [7] وقد دعا المنصور أَبا حنيفة إِلى القضاء فامتنع ، فقال : أَترغب عمّا نحن فيه ؟ فقال : لا أَصلح .
[1] السَّمْت : القصد والمذهب في الدين ، اللسان 2 : 46 [ سمت ] . [2] سير أَعلام النبلاء 6 : 390 رقم 163 . [3] سير أَعلام النبلاء 6 : 403 ، تاريخ الإِسلام سنوات 141 - 160 ص 312 4 - سير أَعلام النبلاء 6 : 403 . [5] تاريخ الإِسلام للذهبي : وفيات 141 - 160 ص 307 . [6] نفس المصدر السابق : 310 7 - نفس المصدر السابق : 312 .