responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 87


بين التشبيه والتعطيل على ذلك الأساس افترق الإلهيون إلى مشبهة تشبه ربها بإنسان له لحم ، ودم ، وشعر ، وعظم ، وله جوارح وأعضاء حقيقة من يد ، ورجل ، ورأس ، وعينين ، مصمت ، له وفرة سوداء ، وشعر قطط . يجوز عليه الانتقال والمصافحة [1] .
فهؤلاء تورطوا في مغبة التجسيم ومهلكة التشبيه ، وإنكار بارئ بهذه الأوصاف المادية المنكرة أولى من إثباته ربا للعالم ، لأن الاعتقاد بالبارئ على هذه الصفات يجعل الألوهية والدعوة إليها أمرا منكرا تتنفر منه العقول والأفكار المنيرة .
فإذا كانت تلك الطائفة متهورة في تشبيهها ومفرطة في تجسيمها ، فإنا نجد في مقابلها طائفة أخرى التحرز عن وصمة التشبيه وعار التجسيم فوقعت في إسارة التعطيل ، فحكمت بتعطيل العقول عن معرفته سبحانه ومعرفة صفاته وأفعاله ، قائلة بأنه ليس لأحد الحكم على المبدأ الأعلى بشئ من الأحكام ، وليس إلى معرفته من سبيل إلا بقراءة ما ورد في الكتاب والسنة ، فقالت : إن النجاة كل النجاة في الاعتراف بكل ما ورد في الشرع الشريف من دون بحث ونقاش ومن دون جدل وتفتيش . فهذا " مالك " عندما سئل عن معنى قوله سبحانه : * ( ثم استوى على العرش ) * ، قال :
الاستواء معلوم ، والكيف مجهول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة [2] .
وقد نقل عن سفيان بن عيينة أنه قال : " كل ما وصف الله به نفسه في كتابه فتفسيره تلاوته والسكوت عليه " [3] .



[1] الملل والنحل ، ج 1 ، ص 104 .
[2] الملل والنحل ، ج 1 ، ص 93 .
[3] الرسائل الكبرى لابن تيمية ، ج 1 ، ص 32 .

87

نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 87
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست