responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 86


أجريت على الله سبحانه بمعانيها المتبادرة عند العرف لزم التجسيم والتشبيه .
هذه هي التقسيمات الرائجة في صفاته سبحانه .
الابتعاد عن التشبيه والمقايسة أساس معرفة صفاته سبحانه اعتاد الإنسان الساكن بين جدران الزمان والمكان أن يتعرف على الأشياء مقيدة بالزمان والمكان ، موصوفة بالتحيز والتجسم ، متسمة بالكيف والكم ، إلى غير ذلك من لوازم المادة وموصفات الجسمانية .
إن مزاولة الإنسان للحس والمحسوس مدى حياته وانكبابه على المادة وإخلاده إلى الأرض ، عوده على تمثيل كل ما يتعقله بصورة الأمر الحسي حتى فيما لا طريق للحس والخيال إلى حقيقته كالكليات والحقائق المنزهة عن المادة . ويؤيده في ذلك أن الإنسان إنما يصل إلى المعقولات والكليات من طريق الاحساس والتخيل فهو أنيس الحس وأليف الخيال [1] .
وكأن البشر جبلوا على المعرفة على أساس المقايسة والتشبيه فلا يمكنهم أن يجردوا أنفسهم من ذلك إلا بالرياضة والتمرين . فقد قضت العادة الملازمة للإنسان أعني أنسه بالمادة ، واعتياده على معرفة كل شئ في الإطار المادي ، أن يصور لربه صورا خيالية على حسب ما يألفه من الأمور المادية الحسية . وقل أن يتفق لإنسان أن يتوجه إلى ساحة العزة والكبرياء ، ونفسه خالية عن هذه المحاكاة .



[1] الميزان ، ج 10 ، ص 273 .

86

نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 86
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست