responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 8


من خلال هذه الرسالة ، وإجمالها أن البداية من الله ، وأن نهاية المطاف هي الله سبحانه * ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) * ، وإن الغاية هي التخلق بالقيم والمثل الأخلاقية والاتصاف بأسمائه وصفاته سبحانه . غير أن المادي يكل عند الإجابة عن هذه الأسئلة ولا يأتي بشئ مقنع .
وعلى هذا الأساس قلنا إن للدين دورا في تصحيح الأفكار والعقائد .
ومن خلال المقارنة بين الفكر الإلهي والمنهج المادي في الإجابة على الأسئلة الثلاثة يعلم الإنسان أن التكامل الفكري ، إنما يتحقق في ظل الدين ، لأنه يكشف آفاقا وسيعة أمام عقليته وتفكيره ، في حين أن المادي يملأ الذهن بالجهل والإبهام ، بل يقوده إلى الخرافات . إذ كيف يمكن للمادة أن تمنح نفسها نظما ؟ وهل يمكن أن تتحد العلة والمعلول ، والفاعل والمفعول ، والجاعل والمجعول ؟ .
هذا ما يتعلق بدور الدين في مجال إصلاح الفكر والعقيدة .
وأما في المجال الثاني ، وهو ما يتعلق بتنمية الدين للأصول السامية للأخلاق فنقول : إن العقائد الدينية تعد رصيدا للأصول الأخلاقية إذ التقيد بالقيم ورعايتها لا ينفك عن مصاعب وآلام يصعب على الإنسان تحملها إلا بعامل روحي يسهلها ويزيل صعوبتها له ، وهذا كالتضحية في سبيل الحق والعدل ورعاية الأمانة ومساعدة المستضعفين . فهذه بعض الأصول الأخلاقية التي لا تنكر صحتها ، غير أن تجسيدها في المجتمع يستتبع آلاما وصعوبات ، كما يستتبع الحرمان من بعض اللذائذ ، فما هو ضمان تحقق هذه الأصول ؟ .
إن الاعتقاد بالله سبحانه وإن في إجراء كل أصل من الأصول الأخلاقية أجرا كبيرا يصل إليه الإنسان في الحياة الأخروية ، خير عامل لتحبيذ الإنسان وتشويقه على إجرائها والتلبس بها في حياته الدنيوية ، ولولا ذاك الاعتقاد ولأصبحت الأخلاق نصائح وعظات جافة لا ضمان لإجرائها .

8

نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 8
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست