responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 662


ولكن ليس تأثيرها إلى درجة يسلب الاختيار من الإنسان إذ لو صح هذا ، لزم بطلان جهود المربين ، وصيرورة أعمال المصلحين هواء في شبك . بل هذه العوامل لا تعدو عن كونها مقتضيات وأرضيات تطلب أمورا حسب طبيعتها ، ولكن وراءها حرية الإنسان واختياره . وقد خلط المادي في هذه النظرية بين الايجاب والاقتضاء ، والعلة التامة والعلة الناقصة . ولأجل إيضاح مدى تأثير هذه العوامل نبحث عن كل واحدة منها على وجه الاجمال .
أما الوراثة فهي ناموس مقبول في الجملة ، ولكن لا يعلم حدودها سعة وضيقا ، فلا شك أن الأولاد يرثون الصفات الخلقية والروحية على وجه الاجمال ولكن ما يتركه الآباء والأمهات في هذا المجال ينقسم إلى نوعين :
1 - ما يفرض على الأولاد فرضا لا يمكن إزالته مثل الحمق ، والبلادة ، والعقل والذكاء ، والجبن والشجاعة وغير ذلك مما لا يمكن إزالته في الأغلب بالجهود التربوية والإصلاحية .
2 - ما يرثه الأولاد على وجه الأرضية والاقتضاء ، وبصورة تأثير العلة الناقصة ، فيمكن إزالة آثاره الوسائل التربوية والطرق العلمية وذلك كالأمراض الموروثة كالسل وغيره ، ومثل هذا القسم طائفة كبيرة من الروحيات كحالة الطغيان والتمرد فإنه يمكن إزالتها برفع مستوى فكر الإنسان وعقليته ، وإيقافه على عواقب العصيان . فليس كل ما يرثه الأولاد من الآباء والأمهات مصيرا لازما وقضاء حتما ، بل هناك فوق بعض ذلك إرادة الإنسان واختياره وسائر العوامل التربوية المغيرة لأرضية الوراثة .
وأما التعليم والثقافة ، فلا شك في تأثيرهما في شخصية الإنسان ولتأثيرهما شواهد جمة في التاريخ ، ولكن ليس دور التعليم في تكوين الشخصية على وجه الايجاب ، فله قبول ما يلقى إليه من المفاهيم والتعاليم ، كما أن له رفضها ، ولأجل ذلك يختلف خريجو الثقافة الواحدة بين قابل لما أوحته إليه ، ورافض له . وهذا دليل على أن الثقافة لا تؤثر إلا بشكل غير إيجابي .

662

نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 662
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست