قال الإمام عبده في كلام طويل : منهم القائل بسلطة العبد على جميع أفعاله واستقلاله المطلق وهو غرور ظاهر [1] . ومنهم من قال بالجبر وصرح به ومنهم من قال به وتبرأ من اسمه [2] وهو هدم للشريعة ومحو للتكاليف وإبطال لحكم العقل البديهي ، وهو عماد الإيمان . ودعوى أن الاعتقاد بكسب العبد لأفعاله [3] يؤدي إلى الاشراك بالله وهو الظلم العظيم دعوى من لم يلتفت إلى معنى الإشراك على ما جاء به الكتاب والسنة . فالإشراك اعتقاد أن لغير الله أثرا فوق ما وهبه الله من الأسباب الظاهرة ، وأن لشئ من الأشياء سلطانا على ما خرج عن قدرة المخلوقين . . " [4] . وقد وقف مفتي الديار المصرية على هذا النوع من التكفير عن طريق اطلاعه على نهج البلاغة للإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) واتصاله بالسيد المجاهد جمال الدين الأسدآبادي ، فقد كان لهما الأثر البالغ في بناء شخصيته الفكرية والفلسفية والاجتماعية والسياسة . بقيت هنا آراء غير قيمة لبعض الأشاعرة في تفسير الكسب لا يهمنا ذكرها [5] . * * *
[1] يريد المعتزلة . [2] يريد الأشاعرة [3] يريد من الكسب ، الايجاد والخلق لا الكسب المصطلح عند الأشاعرة كما هو واضح لمن لاحظ كلامه . [4] رسالة التوحيد ، ص 59 62 . [5] راجع في الوقوف عليها ، " أبحاث في الملل والنحل " الجزء الثاني ، ص 140 158 .