responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 590


نعم ، يقع السؤال عن نكتة ذينك التحديدين ، وأنه إذا كان الأجل غير المسمى يختلف مع المسمى غالبا ، فأي فائدة في ترسيمه ؟ .
ولكن الإجابة عنه واضحة ، وهو أن ترسيمه يثير النشاط في المجتمع الإنساني حتى يقوم بتعبئة الشرائط ورفع الموانع للبلوغ إلى ذلك الأجل والعمر الطويل الذي حددوه بمائة وعشرين سنة .
أضف إلى ذلك أن هذين الترسيمين نتيجة ارتباط أجزاء الكون وتأثيره في الوجود الإنساني فإن التركيب الخاص للشخص الإنساني وإن كان يقتضي أن يعمر العمر الطبيعي ، وهذا يقتضي تحديدا له من حيث هو نفسه ، ولكن بما أن أجزاء الكون مؤثرة في حياة الإنسان ، فربما تفاعلت الأسباب والموانع التي لا نحصيها ولا نحيط بها ، فأدى إلى حلول أجله قبل أن ينقضي الأجل الطبيعي وهو المسمى بالموت الاخترامي . وليس يختص الاخترامي بالحوادث المنفصلة كالموت والحرق كما عليه الرازي في تفسيره ، بل يعم فقدان شرائط الحياة ، وسوء التغذية ، وهجوم الغصص والحوادث النفسية المؤلمة .
5 - ما يترتب على البداء في مقام الإثبات إذا كان البداء هو تغيير المصير بالعمل الصالح والطالح ، وأنه يقع في الأمور الموقوفة لا المحتومة ، يسهل على الباحث علاج الأخبار بالمغيبات من جانب الأنبياء مع عدم تحققه .
ونرى من هذه الإخبارات نماذج في الكتاب والسنة :
[1] - رأى إبراهيم في المنام أنه يذبح ولده إسماعيل : ورؤيا الأنبياء وحي ( 1 ) ، فتلك الرؤيا الصادقة تحكي عن حقيقة ثابتة وواقعية مسلمة ، وهو أمر الله لإبراهيم بذبح ولده أولا ، وتحقق ذلك في عالم الوجود ثانيا ، وكأن



[1] لاحظ الدر المنثور ، ج 5 ، 280 .

590

نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 590
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست