responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 587


مسمى عنده ، ثم أنتم تمترون ) * [1] .
قال سبحانه : * ( هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا ، ومنكم من يتوفى من قبل ، ولتبلغوا أجلا مسمى ولعلكم تعقلون ) * [2] .
إن الله سبحانه جعل للإنسان في هاتين الآيتين مطلقا ومسمى ، كما أنه جعل للشمس والقمر أجلا مسمى ، قال سبحانه : * ( وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى ) * [3] . ومثله في سورة الزمر المباركة ، الآية الخامسة . وإليك توضيح مفهوم الأجلين ، ويتضح ذلك بالمثال التالي :
إذا وهب الله تعالى لأحدنا ولدا وأجريت عليه مختلف الفحوص الطبية بحيث اطمأن الأطباء أن باستطاعة هذا الوليد أن يحمل أعباء الحياة إلى مائة سنة ، فمن الواضح أن معنى هذا ليس أكثر من " الإمكان " أو " الاقتضاء " .
وليس معناه أنه يعيش هذه المدة كيفما كان ، وفي أن وضع كان ، بل هو مشروط بشروط عديدة ، منها استمرار صحته وعدم عروض مانع لاستمرار بقائه . حتى تصل هذه القابلية من القوة إلى الفعلية . وإلا فربما يموت قبل أن يصل إلى تلك المدة .
وعلى ضوء هذا فللطفل من يومه الأول أجلان :
1 - أجل مطلق ، وهو إمكانه واقتضاؤه للبقاء ، وقابليته الجسمية لمدة مائة سنة من العمر . وحيث إن لاستمرار البقاء في هذا الكوكب سلسلة من الشرائط والمقتضيات ، ولا يعلم بالجزم واليقين تحققها ، يكون هذا أجلا مبهما لا محتوما ومبرما .
2 - أجل محتوم ، وهو مقدار عيشه حسب تحقق شروطه في الواقع



[1] سورة الأنعام : الآية 2 .
[2] سورة غافر : الآية 67 .
[3] سورة الرعد : الآية 2 .

587

نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 587
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست