responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 575


وأما النسخ في التكوين في مورد الإنسان فيراد منه أن الإنسان في حياته مخير غير مسير وأن له تغيير مصيره بتغيير مسيره على ما تقدم .
وأما اليهود فاستدلوا على امتناع النسخ في التكوين بأن قلم التقدير والقضاء إذا جرى على الأشياء في الأزل استحال أن تتعلق المشيئة بخلافه .
وبعبارة أخرى : ذهبوا إلى أن الله قد فرغ من أمر النظام ، وجف القلم بما كان ، فلا يمكن لله سبحانه محو ما أثبت وتغيير ما كتب أولا .
ويرد عليهم سبحانه في بيان إمكانه هذا النسخ في مجال التكوين بالآية التالية : * ( ويمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ) * [1] . وعلى ذلك فإن الله سبحانه باسط اليدين في مجال التكوين والتشريع ، يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء ويثبت ما يشاء ويمحو ما يشاء لا يمنعه من ذلك مانع . وما تتخيله اليهود ، وما انتحلوه من أن الله قد فرغ من الأمر وانتهى من الايجاد والتكوين فصار مكتوف اليدين ، مسلوب القدرة ، فترده هذه الآية وما سبقها من الآيات والأحاديث . وهذا هو القرآن الكريم يصرح بكونه تعالى : * ( كل يوم هو في شأن ) * [2] .
ويقول أيضا : * ( ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين ) * [3] .
والآية مطلقة غير مقيدة بزمان دون زمان . ولأجل ذلك ينسب إلى نفسه كل ما يرجع إلى الخلق والإيجاد ويبين ذلك بصيغ فعلية استقبالية دالة على الاستمرار ، وناصة على أن الفيض والخلق والإيجاد والتدبير بعد مستمر .
يقول سبحانه : * ( ألم تر أن الله يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلاله ، وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عمن يشاء ) * [4] .



[1] سورة الرعد : 39 .
[2] سورة الرحمن : الآية 29 .
[3] سورة الأعراف : الآية 54 .
[4] سورة النور : الآية 43 .

575

نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 575
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست