responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 534


يتخلف وعلى ذلك فالسنن الإلهية الواردة في الكتاب والسنة ، أو التي كشف عنها الإنسان عبر ممارساته وتجاربه ، كلها من تقديره وقضائه سبحانه .
والإنسان تجاه هذه النواميس والسنن السائدة حر مختار فعلى أي واحدة منها طبق حيته يرى نتيجة عمله ، وإليك المثال :
إن التقدير الإلهي على أمة يعيش أكثرها في الفقر والحرمان ، وقليل منها بالغنى والرفاه عن طريق الظلم والتجاوز على حقوق الآخرين ، هو أن لا ترى الطائفة المرفهة الراحة ولا الهناء بل لا تعيش إلا حياة القلق والاضطراب خوفا من ثورة الكادحين وحذرا من بطشة المحرومين .
بينما تقديره تعالى على أمة تعيش آلام المحرومين وآمال الكادحين وتهئ لهم الحياة اللائقة بهم وتقلل من غلواء الطبقات المرفهة لصالح الفقراء ، وتأخذ منهم حقوقهم التي جعلها الله لهم * ( والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم ) * ، هو أن يعيشوا عيشة الثبات والاستقرار والرقي والتقدم والتحرك والبناء .
وهذان التقديران واضحان محسوسان يستوي فيهما جميع أمم العالم وليس هناك عامل خارج عن إطار اختيار الأمة وإرادتها ، يجبرها على اختيار أحدهما ، فالأمة إما أن تتبع العقل والحكمة ، أو تتبع الغرور والشهوة . وكل يصل إلى النتيجة التي يترتب على عمله ، والكل بقضاء الله تعالى فإنه هو الذي أودع في الكون هذه السنن وجعل الناس أحرارا في اختيار سلوك أحد الطريقين .
فإذا كان ما مر من المثال راجعا إلى السنة الإلهية في حق المجتمع فهناك سنن راجعة إلى كل فرد من أفراد المجتمع مثلا : الشاب الذي يبدأ حياته بإمكاناته الحرة وأعصابه المتماسكة ، وذكائه المعتدل ، فإما أن يصرف تلك المواهب في سبيل تحصيل العلوم والفنون والكسب والتجارة ، فمصيره وتقديره هو الحياة السعيدة الرغيدة .
والشاب الذي يسئ الاستفادة من رصيده المادي والمعنوي ويصرفه

534

نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 534
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست