responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 532


بقي هنا نكتتان هامتان يجب التنبيه عليهما :
الأولى : قد عرفت عناية النبي وأئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) بالإيمان بالقدر ، وأن المؤمن لا يكون مؤمنا إلا بالإيمان به فما وجه هذه العناية ؟
والجواب : إن التقدير والقضاء العينيين من شعب الخلقة ، وقد عرفت أن من مراتب التوحيد ، التوحيد في الخالقية وأنه ليس على صفحة الوجود خالق مستقل سواه ولو وصفت بعض الأشياء بالخالقية ، فإنما هي خالقية ظلية تنتهي إلى خالقيته سبحانه ، انتهاء سلسلة الأسباب والمسببات إليه .
ولما كان القدر العيني ، تأثر الشئ عن علله وظروفه الزمانية والمكانية ، وانصباغه بصفة خاصة فهو نوع تخلق وتكون للشئ فلا محالة يكون المقدر والمكون هو الله سبحانه .
ولما كان القضاء العيني ، هو ضرورة تحققه ولزوم وجوده ، فهو عبارة أخرى عن الخلقة الواجبة اللازمة ، فلا محالة يستند إليه سبحانه .
فلأجل ذلك ترى أنه سبحانه تارة يسند التقدير إلى نفسه ويقول : * ( قد جعل الله لكل شئ قدرا ) * [1] ويقول * ( الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى ) * [2] .
وأخرى يسند القضاء ويقول : * ( فإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون ) * [3] ويقول : * ( فقضاهن سبع سماوات في يومين ) * [4] .
فبما أن التقدير والقضاء عبارة أخرى عن كيفية الخلقة ، فلا يوجد شئ في صفحة الوجود إلا بهما ، وإلى ذلك يشير ما تقدم من الإمام الصادق



[1] سورة الطلاق : الآية 3 .
[2] سورة الأعلى : الآية 3 .
[3] سورة البقرة : الآية 117 .
[4] سورة فصلت : الآية 12 .

532

نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 532
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست