responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 477


وجوه ناظرات يوم بدر * إلى الرحمن يأتي بالفلاح ولكن الحق إن الاصرار على أن النظر بمعنى الرؤية أو الانتظار يوجب كون الآية مجملة من حيث المراد ، مع أنها من المحكمات ولا إجمال فيها .
والذي يبطل الاستدلال هو أن النظر سواء أكان بمعنى الرؤية أو بمعنى الانتظار لا يدل على أن المراد هو الرؤية الحقيقية ، ويعلم ذلك بمقارنة بعض الآيات المذكورة ببعضها ، وعندئذ يرتفع الابهام عن وجهها . وإليك تنظيم الآيات حسب المقابلة :
أ - * ( وجوه يومئذ ناضرة ) * يقابلها قوله : * ( وجوه يومئذ باسرة ) * .
ب - * ( إلى ربها ناظرة ) * يقابلها قوله : * ( تظن أن يفعل بها فاقرة ) * .
ولا شك إن الفقرتين الأوليين واضحتان جدا ، وإنما الكلام في الفقرة الثالثة فيجب رفع إبهامها عن طريق الفقرة الرابعة التي تقابلها .
وبما أن المراد من الفقرة الرابعة هو أن الطائفة العاصية التي عبر عن صفتها بكونها ذات وجوه باسرة ، تظن وتتوقع أن ينزل بها عذاب يكسر فقارها ويقصم ظهرها ، يكون ذلك قرينة على المراد من الفقرة الثالثة ، وهو أن الطائفة المطيعة ذات وجوه ناضرة تتوقع عكس ما تتوقعه الطائفة الأولى ، وتنتظر فضله وكرمه . هذا هو الذي يستظهره الذهن المجرد عن كل رأي مسبق ، من مقابلة الآيتين .
وبعبارة أخرى : لا يصح لنا تفسير الفقرة الثالثة إلا بضد الفقرة الرابعة . فبما أن الفقرة الرابعة صريحة في أن المراد توقع العصاة العذاب الفاقر ، يكون المراد من الفقرة الثالثة توقع الرحمة والفضل والكرم حتى ولو كان النظر بمعنى الرؤية ، ولكن ليست كل رؤية معادلة للرؤية بالأبصار ، بل ربما تكون الرؤية كناية عن التوقع والانتظار مثلا يقال : " فلان ينظر إلى يد فلان " ويراد أنه رجل معدم محتاج ليس عنده شئ وإنما يتوقع عطاء الشخص ، فما أعطاه ملكه وما منعه حرم منه . وهذا مما درج عليه الناس في

477

نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 477
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست