responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 434


ولا شك أن ليس المقصود بالمالكية ، مطلق المالكية ، فالاعتقاد بالمالكية القانونية والاعتبارية لا يكون أبدا موجبا لصيرورة الخضوع عبادة .
والبشر في عصور " العبوديات الفردية " بالأمس ، و " العبودية الجماعية " في الحاضر ، لا يعدون امتثالهم لأوامر أسيادهم عبادة . وإنما المقصود من المملوكية هنا ، القائمة على أساس الخلق والتكوين والتسلط على شأن من شؤون التكوين . فالمالكيات الحقيقية لها مناشئ مختلفة وهاك بيانها :
1 - قد يوصف بالمالكية لكونه خالقا ، ومن هنا يكون الله سبحانه مالكا حقيقيا للبشر لأنه خالقه وموجده من العدم . ولهذا نجد القرآن الكريم يعتبر جميع الموجودات الشاعرة عبيدا لله ، ويصفهم تعالى بأنه مالكهم الحقيقي وذلك لأنه خلقهم ، إذ يقول سبحانه : * ( إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا ) * [1] .
ولأجل ذلك أيضا نجده سبحانه يأمرهم بعبادة نفسه معللا بأنه هو ربهم الذي خلقهم دون سواه ، إذ يقول : * ( يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم ) * [2] ويقول جل شأنه : * ( ذلكم لله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه ) * [3] .
2 - ويوصف بالمالكية لكونه رازقا ومحييا ومميتا ، و لذلك يحس كل إنسان سليم الفطرة بمملوكيته لله تعالى ، لأنه سبحانه مالك حياته ومماته ورزقه . ومن هنا يلفت القرآن نظر البشر إلى مالكية الله تعالى لرزق الإنسان وأنه تعالى هو الذي يميته وهو الذي يحييه ، ليلفته من خلال ذلك إلى أن الله هو الذي يستحق العبادة فحسب ، إذ يقول عز من قائل : * ( الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم ) * [4] . ويقول سبحانه : * ( هل لكم مما



[1] سورة مريم : الآية 93
[2] سورة البقرة : الآية 21 .
[3] سورة الأنعام : الآية 102 .
[4] سورة الروم : الآية 40 .

434

نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 434
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست