responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 393


تنبتوا شجرها أإله مع الله بل هم قوم يعدلون ) * [1] .
ويقول أيضا : * ( وأنزلنا من السماء ماءا فأنبتنا فيها من كل زوج كريم ) * [2] . ولا اختلاف بين الآيات في جميع هذه المجالات إذا الفعل فعل الله سبحانه بما أنه منشئ الكون وموجده ، ومسبب الأسباب ومكونها . كما هو فعل السبب ، لصلة بينه وبين آثاره . والأسباب والعلل على مراتبها مخلوقات لله مؤثرات بإذنه ، وليس الإسنادان في درجة واحدة وعرض واحد ، بل أحدهما في طول الآخر .
8 - قال سبحانه : * ( خلق السماوات بغير عمد ترونها وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم ) * [3] .
أي جعل على ظهر الأرض ، الجبال الثوابت لئلا تضطرب بكم ، فقد نسب صيانة الإنسان عن الاضطراب والميدان إلى نفسه حيث قال " وألقى " . وإلى سببه حيث قال " رواسي أن تميد بكم " ، أي لغاية أن تصونكم الرواسي عن ميدان الأرض بكم كرواسي السفن الصائنة لها عن الميدان والاضطراب . والكل يهدف إلى أمر واحد وهو الذي ورد في قوله سبحانه : * ( هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضلال مبين ) * [4] . أي هذا الذي تشاهدونه في السماء والأرض وما بينهما من الأسباب والمسببات كله مخلوق لله ، والأسباب جنوده والآثار آثار للسبب وللمسبب بالكسر . ما ذكرناه تحليل لنظرية الأشعري في ضوء الوحي ، وقد عرفت أن الوحي يردها بحماس .
وهناك تحليل فلسفي لها وهو أنه لا شك أن كثيرا مما نجده من



[1] سورة النمل : الآية 60 .
[2] سورة لقمان : الآية 10 .
[3] سورة لقمان : الآية 10 .
[4] سورة لقمان : الآية 11 .

393

نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 393
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست