responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 39


وعلى ضوء ذلك فالسنن والنظم ، التي لم يتوفق العلم إلا لكشف أقل القليل منها ، تثبت النظرية الأولى وهي احتضان العلة واكتنافها للشعور والعلم وما يناسبهما ، وتبطل النظرية الثانية وهي قيام المادة الصماء العمياء بإضفاء السنن على نفسها بلا محاسبة ودقة بتخيل أن انفعالات كثيرة ، حادثة في صميم المادة ، انتهت إلى ذاك النظام المبهر تحت عنوان " الصدفة " أو غيرها من الصراعات الداخلية التي تلوكها ألسنة الماركسيين .
وعلى ذلك فكل علم من العلوم الكونية ، التي تبحث عن المادة وخصوصياتها وتكشف عن سننها وقوانينها ، كعملة واحدة لها وجهان ، فمن جانب يعرف المادة بخصوصياتها ، ومن جانب آخر يعرف موجدها وصانعها . فالعالم الطبيعي ينظر إلى واحد من الوجهين كما أن العارف ينظر إلى الجهة الأخرى والعالم الرباني ينظر إلى كلتا الجهتين ويجعل الأولى ذريعة للثانية . وبهذا نستنتج إن العلوم الطبيعية كلها في رحاب إثبات المقدمة الرابعة لبرهان النظم ، وأن اكتمال العلوم يعين ذلك البرهان بأوضح الوجوه وأدق الطرق ، وأن الاعتقاد بالصانع العالم القادر يصاحب العلم في جميع العصور والأزمان .
وفي الختام نركز على نقطتين :
الأولى : إن القرآن الكريم ملئ بلفظة " الآية " و " الآيات " ، فعندما يسرد نظم الطبيعة وسننها ، ويعرض عجائب العالم وغرائبه ، يعقبه بقوله :
* ( إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون ) * أو * ( يذكرون ) * أو * ( يعقلون ) * إلى غير ذلك من الكلمات الحاثة على التفكر والتدبر ، وهذه الآيات تعرض برهان النظم بأوضح أشكاله على لسان الفطرة ، بدلالة آيوية [1] مشعرة بأن



[1] الآيوية : منسوب إلى الآية ، وهي دلالة خاصة ابتكرها القرآن الكريم وراء سائر الدلالات التي كشف عنها المنطقيون في أبحاثهم العلمية ، والمراد من الدلالة الآيوية هو ما ركزنا عليه من أن التعمق في الأثر والتدبر في خصوصياته ، يهدينا إلى وجود المؤثر وخواصه ، ففي تلك الدلالة ، الآية ملموسة ومحسوسة ، وإن كان ذو الآية غير محسوس ولا ملموس .

39

نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 39
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست