responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 370


صديقة ، كانا يأكلان الطعام ) * [1] . وهذه الآية تبطل ألوهية المسيح وأمه ، التي كانت معرضا لهذه الفكرة الباطلة ، بحجة أن شأن المسيح شأن بقية الأنبياء وشأن الأم شأن بقية الناس ، يأكلان الطعام . فليس بين المسيح وأمه ، وبين غيرهما من الأنبياء والرسل وسائر الناس أي فرق وتفاوت ، فالكل كانوا يأكلون عندما يجوعون ويتناولون الطعام كلما أحسوا بالحاجة إليه . وهذا العمل منضما إلى الحاجة إلى الطعام ، آية المخلوقية .
ولا يقتصر القرآن على هذا البرهان ، بل يستدل على نفي ألوهية المسيح بطريق آخر ، وهو قدرته سبحانه على إهلاك المسيح وأمه ومن في الأرض جميعا ، والقابل للهلاك لا يكون إلها واجب الوجود .
يقول سبحانه : * ( لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم ، قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا ) * [2] . وفي هذه الآية وردت ألوهية المسيح وأبطلت من طريق قدرته سبحانه على إهلاكه . ويظهر من سائر الآيات أن ألوهيته كانت مطروحة بصورة التثليث ، قال سبحانه : * ( لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة ، وما من إله إلا إله واحد ) * [3] .
وعلى كل تقدير ، فقدرته سبحانه على إهلاك المسيح ( عليه السلام ) أدل دليل على كونه بشرا ضعيفا ، وعدم كونه إلها ، سواء طرح بصورة التثليث أو غيره .
ثم إن القرآن الكريم كما يفند مزعمة كون عيسى بن مريم إلها ابنا لله في الآيات المتقدمة ، يرد استحالة الابن عليه تعالى أيضا على وجه الاطلاق



[1] سورة المائدة : الآية 75
[2] سورة المائدة : الآية 17 .
[3] سورة المائدة : الآية 73 .

370

نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 370
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست