responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 357


يتشخص ، فلا يكون متحققا ، لأن الكثرة رهن دخول شئ مغاير في حقيقة الشئ . مثلا : البياض بما هو بياض ، لا يتصور له الاثنينية ، إلا إذا دخل فيه شئ غيره ، كتعدد المحل ، فيتعدد البياض ، ولولا ذلك لصار البياض صرف الشئ ، وهو غير قابل للكثرة . يقول الحكيم السبزواري في هذا الصدد :
وماله تكثر قد حصلا * ففيه ما سواه قد تخللا إن الوجود ما له من ثان * ليس قرى وراء عبادان [1] والمراد من كونه سبحانه واحدا ، هو الواحد بالمعنى الثاني ، أي ليس له ثان ، ولا تتصور له الاثنينية والتعدد .
ولأجل ذلك يقول سبحانه في تبيين هذه الوحدة : * ( ولم يكن له كفوا أحد ) * أي واحد لا نظير له .
والعجب إن الإمام أمير المؤمنين عليا ( عليه السلام ) قام بتفسير كونه تعالى واحدا ، عندما كان بريق السيوف يشد إليه العيون ، وضربات الطرفين تنتزع النفوس والأرواح في معركة ( الجمل ) فأحس ( عليه السلام ) بأن تحكيم العقيدة وصرف الوقت في تبيينها لا يقصر في الأهمية عن خوض المعارك ضد أهل الباطل :
روى الصدوق أن أعرابيا قام يوم الجمل إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقال : " يا أمير المؤمنين أتقول إن الله واحد ، قال فحمل الناس عليه ، وقالوا : يا أعرابي أما ترى ما فيه أمير المؤمنين من تقسم القلب ، فقال أمير المؤمنين : دعوه ، فإن الذي يريده الأعرابي هو الذي نريده من القوم " . . ثم قال شارحا ما سأل عنه الأعرابي : " وقول القائل واحد ، يقصد به باب الأعداد ، فهذا ما لا يجوز ، لأن ما لا ثاني له ، لا يدخل في باب الأعداد ، أما ترى أنه كفر من قال " ثالث ثلاثة " .



[1] شرح المنظومة ، ص 333 .

357

نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 357
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست