responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 335


ففي الآية الأولى يرتب سبحانه التدبير على قوله : * ( ثم استوى على العرش ) * ليكون المعنى " استوى على عرش التدبير " . كما أنه في الآية الثانية بعد ما يذكر قسما من التدبير وهو تسخير الشمس والقمر يعطي ضابطة كلية لأمر التدبير ويقول : * ( ويدبر الأمر ) * . وعلى غرار الآية الأولى ، الآية الثالثة .
وأما ما جاءت فيه الإشارة إلى حقيقة التدبير من دون تسميته فمثل قوله سبحانه : * ( إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ، ألا له الخلق والأمر ، تبارك الله رب العالمين ) * [1] .
فقوله : * ( يغشي الليل النهار ) * الآية إشارة إلى حقيقة التدبير وبيان نماذج منه ، ثم أتبعه ببيان ضابطة كلية وقال : * ( ألا له الخلق والأمر ) * أي إليه يرجع الخلق والإيجاد وأمر التدبير .
وقس على هاتين الطائفتين سائر الآيات . ففي الكل إلماع إلى أمر التدبير إما بلفظه أو ببيان مصاديقه ، حتى قوله سبحانه : * ( فإذ نفخ في الصور نفخة واحدة * وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة * فيومئذ وقعت الواقعة * وانشقت السماء فهي يومئذ واهية * والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية * يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية ) * [2] . فالعرش في هذه الآية هو عرش التدبير وإدارة شؤون الملك يوم لا ملك إلا ملكه . قال تعالى : * ( لمن الملك اليوم لله الواحد القهار ) * [3] .
وقال سبحانه : * ( وله الملك يوم ينفخ في الصور ) * [4] .



[1] سورة الأعراف : الآية 54 .
[2] سورة الحاقة : الآيات 13 - 18 .
[3] سورة غافر : الآية 16 .
[4] سورة الأنعام : الآية 72 .

335

نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 335
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست