responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 319


البشر . فله يد وعين ، لا كأيدينا وأعيننا وبذلك توفقوا على حسب زعمهم في الجمع بين ظواهر النصوص ومقتضى التنزيه .
تحليل هذه النظرية لا شك إنه يجب على كل مؤمن الإيمان بما وصف الله به نفسه ، وليس أحد أعرف به منه ، يقول سبحانه : * ( أأنتم أعلم أم الله ) * [1] . كما إنه ليس لأحد أن يصرف كلامه سبحانه في أي مورد من الموارد عما يتبادر من ظاهره من دون قرينة قطعية تستوجب ذلك . فإن قول المؤولة الذين يؤولون ظواهر الكتاب والسنة بحجه أن ظواهرها لا توافق العقل مردود إذ لا يوجد في الكتاب والسنة الصحيحة ما يخالف العقل ، وإن ما يتصورونه ظاهرا ويجعلونه مخالفا للعقل ليس ظاهر الكتاب المتبادر منه ، وإنما يتخيلونه ظاهرا كما سيبين .
ثم إن ما جاء به الأشاعرة في هذه النظرية وقولهم بأن لله يدا حقيقة بلا كيف مثلا لا يرجع إلى معنى صحيح . وذلك أن العقيدة الإسلامية تتسم بالدقة والحصافة ، وفي الوقت نفسه بالسلامة من التعقيد والإبهام ، وتبدو جلية مطابقة للفطرة والعقل السليم . وعلى ذلك فإبرازها بصورة التشبيه والتجسيم المأثور من اليهودية والنصرانية ، كما في النظرية الأولى ، أو بصورة الإبهام والإلغاز كما في هذه ، لا يجتمع مع موقف الإسلام والقرآن في عرض العقائد على المجتمع الإسلامي . فالقول بأن لله يدا لا كأيدينا ، أو وجها لا كوجوهنا ، وهكذا سائر الصفات الخبرية أشبه بالألغاز . وما يلهجون به ويكررونه من أن هذه الصفات تجري على الله سبحانه بنفس معانيها الحقيقية ولكن الكيفية مجهولة ، أشبه بالمهزلة . إذ لو كان إمرارها على الله



[1] سورة البقرة : الآية 140

319

نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 319
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست