responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 285


والمصائب خير وسيلة لإيقاف الإنسان العاصي على نتائج عتوه وعصيانه حتى يعود إلى الحق ويرجع إلى الطريق الوسطى . وإلى هذه النكتة يشير قوله سبحانه : * ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ) * [1] . ويقول سبحانه في آية أخرى :
* ( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون ) * [2] .
د - البلايا سبب لمعرفة النعم وتقديرها إن بقاء الحياة على نمط واحد يوجب أن لا تتجلى الحياة لذيذة محبوبة ، وهذا بخلاف ما إذا تراوحت بين المر والحلو والجميل والقبيح ، فلا يمكن معرفة السلامة إلا بالوقوف على العيب . ولا الصحة إلا بلمس المرض ، ولا العافية إلا عند نزول البلاء . ولا تدرك لذة الحلاوة إلا بتذوق المرارة .
فجمال الحياة وقيمة الطبيعة ينشئان من التنوع والانتقال من حال إلى حال ومن وضع إلى آخر . ولأجل ذلك نلمس أن خالق الطبيعة جعل الوديان إلى جانب الجبال ، والأشواك جانب الورود ، والثمار المرة جنب الحلوة ، والماء الأجاج جنب العذب الفرات ، إلى غير ذلك من مظاهر التضاد والتباين التي تضفي على الطبيعة بهاء وجمالا ، وكمالا وجلالا .
هذه هي الآثار التربوية للمصائب والبلايا ، وتكفي في تسويغ نزولها ، وتبرير تحقيقها في الحياة البشرية .
* * *



[1] سورة الروم : الآية : 41 .
[2] سورة الأعراف : الآية : 96 .

285

نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 285
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست