responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 202


يقول الحق وهو يهدي السبيل ) * [1] . فقوله : " الحق " عام ، كما أن هدايته السبيل عامة مثله لكل الناس .
وقال سبحانه : * ( يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ) * [2] ، إلى غير ذلك من الآيات الناصة على عموم هدايته التشريعية [3] .
الثالث - إن العصاة والكفار مكلفون بما كلف به أهل الطاعة والإيمان بنص القرآن الكريم ، والتكليف عليهم لا يكون ناشئا من إرادة الله سبحانه وإلا لزم تفكيك إرادته عن مراده ، ولا بد أن يكون هناك منشأ آخر للتكليف وهو الذي نسميه بالكلام النفسي تارة ، والطلب أخرى ، فيستنتج من ذلك أنه يوجد في الانشاء شئ غير الإرادة .
وقد أجابت عنه المعتزلة بأن إرادته سبحانه لو تعلقت بفعل نفسه فلا تنفك عن المراد ، وأما إذا تعلقت بفعل الغير ، فبما أنها تعلقت بالفعل الصادر من العبد عن حرية واختيار فلا محالة يكون الفعل مسبوقا باختيار العبد ، فإن أراد واختار العبد يتحقق الفعل ، وإن لم يرد فلا يتحقق .
وبعبارة أخرى : لم تتعلق مشيئته سبحانه على صدور الفعل من العبد على كل تقدير ، أي سواء أراده لم يرده ، وإنما تعلقت على صدوره منه بشرط سبق الإرادة ، فإن سبقت يتحقق الفعل وإلا فلا .
والأولى أن يقال : إن إرادته سبحانه لا تتخلف عن مراده مطلقا من غير فرق بين الإرادة التكوينية والإرادة التشريعية . أما الأولى ، فلأنه لو تعلقت إرادته التكوينية على إيجاد الشئ مباشرة أو عن طريق الأسباب فيتحقق لا محالة ، قال سبحانه : * ( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن



[1] سورة الأحزاب : الآية 4
[2] سورة النساء : الآية 26 .
[3] سيوافيك البحث مفصلا في عموم هدايته سبحانه في ختام الفصل السادس من الكتاب .

202

نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 202
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست