responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 20


فلو صح لنا تشبيه المعقول بالمحسوس وإفراغ المعاني العالية في قوالب حسية ضيقة ، فلا عتب علينا إذا قلنا بأن الدين تجاه التيارات المؤلمة القاصمة للظهر ، الموجبة للانفجار ، كصمام الأمان في المسخنات البخارية التي لم يزل بخارها يزداد حينا بعد حين ، فلولا صمام الأمان الذي يوجب تسريح البخار الزائد ، لانفجر المسخن في المعمل وأورث القتل الذريع والحرق الفظيع ، وقد اعتذرنا عن هذا المثال بأنه من باب تشبيه المعقول بالمحسوس .
* * * 4 - المعرفة المعتبرة إن الخطوة الأولى لفهم الدين هي الوقوف على المعرفة المعتبرة فيه .
فالدين الواقعي لا يعتبر كل معرفة حقا قابلا للاستناد ، بل يشترط فيها الشروط التالية :
أ - المعرفة القطعية التي لا تنفك عن الجزم والإذعان ورفض المعرفة الظنية والوهمية والشكية ، قال سبحانه :
* ( ولا تقف ما ليس لك به علم ، إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا ) * [1] . ترى أن الآية ترفض كل معرفة خرجت عن إطار العلم القطعي ، ولأجل ذلك يذم في كثير من الآيات اقتفاء سنن الآباء والأجداد ، اقتفاء بلا دليل واضح ، وبلا علم بصحته وإتقانه ، يقول سبحانه : * ( بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون * وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون ) * [2] .



[1] سورة الإسراء : الآية 36 .
[2] سورة الزخرف : الآيتان 22 - 23 .

20

نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 20
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست