responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 172


لا نتصور لإرادته تعالى معنى غير إعمال القدرة والسلطنة ، ولما كانت سلطنته تعالى تامة من جميع الجهات والنواحي ، ولا يتصور النقص فيها أبدا ، فبطبيعة الحال يتحقق الفعل في الخارج ويوجد صرف إعمال القدرة من دون توقفه على أية مقدمة أخرى ، كما هو مقتضى قوله سبحانه : * ( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ) * " [1] .
يلاحظ عليه إن إعمال القدرة والسلطنة إما اختياري له سبحانه أو اضطراري ، ولا سبيل إلى الثاني لأنه يستلزم أن يكون تعالى فاعلا مضطرا ولا يصح توصيفه بالقدرة ولا تسميته بالقادر . وعلى الأول ، فما هو ملاك كونه فاعلا مختارا ؟ . لا بد أن يكون هناك قبل إعمال السلطنة وتنفيذ القدرة شئ يدور عليه كونه فاعلا مختارا ، فلا يصح الاكتفاء بإعمال القدرة .
وباختصار ، إن الاكتفاء بإعمال القدرة من دون إثبات اختيار له في مقام الذات بنحو من الأنحاء ، غير مفيد .
د - إرادته سبحانه نسبة تمامية السبب إلى الفعل إن العلامة الطباطبائي ( قدس سره ) جعل إرادته سبحانه صفة فعله ، نظير الخلق والرحمة . فالكل منتزع من مقام الايجاد والفعل . قال :
" تمامية الفعل من حيث السبب إذا نسبت إلى الفعل سميت إرادة له ، فهو مراد له تعالى .
وإذا نسبت إليه تعالى كانت إرادة منه فهو مريد ، كما أن كل ما يستكمل به الشئ في بقائه فهو رزق ، والشئ مرزوق ، والله تعالى رازق " [2] .



[1] سورة يس : الآية 82 . المحاضرات ، ج 2 ، ص 38 .
[2] تعاليق الأسفار ، ج 6 ، ص 316 .

172

نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 172
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست