responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 16


الكون فإن إصرارهم على كشف النظم فرع الإيمان بوجودها فيها ، ولا يحصل الإيمان والإذعان إلا لمن اعتقد خضوع العالم لقوة كبرى عالمة قادرة ، أجرت فيها السنن . وإلا فالاعتقاد بأزلية المادة وكون السنن الحكيمة وليدة التصادف لا يوجب أي إذعان بوجود النظم في جميع أجزاء العالم ، قريبها ونائيها .
وبعبارة أوضح إن كل مستكشف قبل الشروع في الاستكشاف ذو عقيدة خاصة ، وهي أن كل ذرة من ذرات هذا العالم حيها وميتها ، قريبها وبعيدها ، ومشتملة على قانون يريد هو أن يستكشفه ويفرغه في قالب العلم ، فعندئذ نسأل من أين حصل لهذا المكتشف هذا الاذعان والاعتقاد . لا بد أن يكون لهذا العلم مبدأ ومصدر ، فما هذا المنشأ ؟ .
فإن قال : " إني أعتقد بأن مجموع العالم إبداع قوة كبرى ذات علم وقدرة هائلين أوجدت العالم بعلمها وقدرتها وحكمتها " ، لصح له أن يعتقد بأن كل جزء من أجزاء هذا العالم ذو نظام ، لأن فعل العالم القادر الحكيم لا ينفك عن النظم ولا يوجد فيه اختلال ولا اضطراب .
وإن قال : " إني أعتقد بأزلية المادة وأن المادة الصماء صارت ذات نظام في ظل الصدفة طيلة الأزمنة المتمادية " ، فيقال له إن الاعتقاد بالصدفة لا يلازم الاذعان بالنظام مائة بالمائة بل يحتمل أن يوجد هناك نظام كما يحتمل أن لا يوجد .
فتفسير الاذعان بوجود النظام مائة بالمائة عن طريق الاعتقاد بالصدفة باطل جدا لأنه من قبل تفسير العلم القطعي ، بشئ لا يوجد العلم بل يوجد الاحتمال ، لأن الاعتقاد بالصدفة مبدأ لاحتمال وجود النظام لا الاذعان بوجوده ، فلا بد لهذا الاذعان من علة أخرى غير الصدفة ، وليس هي إلا

16

نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 16
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست