responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 141


تعالى قادرا هو ذاته ، ونسبتها إلى الجميع متساوية لكونها منزهة عن الزمان والمكان والجهة فليس شئ أقرب إليه من شئ حتى تتعلق به القدرة دون الآخر .
وأما الثاني فلأن المقتضي لكون الشئ مقدورا هو إمكانه ، والإمكان مشترك بين الكل فتكون صفة المقدورية أيضا مشتركة بين الممكنات وهو المطلوب " .
ويمكن توضيح ذلك الدليل بالبيان التالي :
إن موانع عموم قدرته يمكن أن تكون أحد الأمور التالية :
أولا - أن لا يكون الشئ ممكنا بالذات ، مثل اجتماع النقيضين أو الضدين .
ثانيا - أن يكون هناك مانع من نفوذ قدرته وشمولها للجميع . وهذا كما إذا كان في مقابله قدرة مضاهية ومعارضة لقدرته .
ثالثا - أن تكون ذاته غير متساوية بالنسبة إلى الأشياء .
والعوامل الثلاثة منتفية برمتها . أما الأول ، فلأن المقصود من عموم قدرته هو شمولها لكل أمر ممكن دون الممتنع بالذات ، فلا تتعلق القدرة الإلهية به أبدا ، لا لقصور في الفاعل بل لقصور في المورد . وأما الثاني ، فلأن القدرة المضاهية المعارضة لقدرته مرفوضة بما ثبت ويثبت في محله من وحدة الواجب سبحانه ذاتا وعدم مثيل له في صفحة الوجود ، وأما القدرة الممكنة فليست مزاحمة لقدرته إذ هي مخلوقة له .
وأما الثالث ، فلأن تنزهه عن كل قيد وشرط وجهة ومكان يجعله متساويا بالنسبة إلى كل ممكن بالذات فلا وجه لأن يقع بعض الممكنات في إطار قدرته دون الآخر ، فإن التبعيض في قدرته سبحانه رهن كون بعض

141

نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 141
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست