< فهرس الموضوعات > شبهات المنكرين لعلمه سبحانه بالجزئيات < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > الشبهة الأولى : العلم بالجزئيات يلازم التغير في علمه < / فهرس الموضوعات > متأثرين ببعض الشبهات الواهية التي ستقف على بعضها وجوابها . والامعان فيما ذكرنا حول الموجودات الإمكانية يوضح لزوم علمه سبحانه بالجزئيات وضوحا كاملا . ويتضح حقيقته إذا وقفت على كيفية الخلقة وإفاضة الوجود من الله سبحانه ، وإليك بيانه : إن الكون - بكل ما فيه من الذرة إلى المجرة متجدد متغير لا بعوارضه وصفاته فقط بل بجواهره وذواته . وما يتراءى للناظر من الثبات والاستقرار والجمود في عالم الطبيعة فهو من خطأ الحواس ، والحقيقة غير ذلك ، فالمادة بجميع ذراتها خاضعة للتغير والتبدل والسيلان في كل آن وأوان . ومعنى التغير في عالم المادة هو تجدد وجودها وسيلان تحققها آنا بعد آن . فكل ظاهرة مادية مسبوقة بالعدم الزماني . ووجود المادة ، التي حقيقتها التدرج والسيلان ، أشبه بعين نابغة يتدفق منها الماء باستمرار ، فليس لها بقاء وثبات وجمود واستقرار . فإذا كانت الخلقة وإفاضة الوجود على وجه التدريج والتجزئة ، ولم يكن بإمكان المعلول الخروج عن حيطة علته ، يظهر أن العالم بذراته وأجزائه ، حسب صدوره من الله تعالى ، معلوم له . فالإفاضة التدريجية ، والحضور بوصف التدرج لديه سبحانه ، يلازم علمه تبارك تعالى بالجزئيات الخارجية . شبهات المنكرين قد عرفت برهان علمه سبحانه بالجزئيات ، وبقي الكلام في تحليل الشبهات التي أثيرت في هذا المجال . وإليك بيانها : الشبهة الأولى : العلم بالجزئيات يلازم التغير في علمه قالوا لو علم سبحانه ما يجري في الكون من الجزئيات لزم تغير علمه