نام کتاب : الإعتصام بالكتاب والسنة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 353
وقال الخطابي : يلقى الشئ في روعه ، فكأنه قد حدث به يظن فيصيب ، ويخطر الشئ بباله فيكون ، وهي منزلة رفيعة من منازل الأولياء . وأخرج مسلم في صحيحه في باب فضائل عمر عن عائشة عن النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " : قد كان في الأمم قبلكم محدثون فإن يكن في أمتي منهم أحد فإن عمر بن الخطاب منهم . ورواه ابن الجوزي في صفة الصفوة وقال : حديث متفق عليه ( 1 ) . وأخرجه أبو جعفر الطحاوي في " مشكل الآثار " بطرق شتى عن عائشة وأبي هريرة ، وأخرج قراءة ابن عباس : وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث . قال : معنى قوله محدثون أي ملهمون ، فكان عمر - رضي الله عنه - ينطق بما كان ينطق ملهما ( 2 ) . قال النووي في شرح صحيح مسلم : اختلف تفسير العلماء للمراد بمحدثون فقال ابن وهب : ملهمون ، وقيل : مصيبون إذا ظنوا فكأنهم حدثوا بشئ فظنوه . وقيل : تكلمهم الملائكة ، وجاء في رواية : مكلمون . وقال البخاري : يجري الصواب على ألسنتهم وفيه إثبات كرامات الأولياء . وقال الحافظ محب الدين الطبري في " الرياض " : ومعنى " محدثون - والله أعلم - أي يلهمون الصواب ، ويجوز أن يحمل على ظاهره وتحدثهم الملائكة لا بوحي وإنما بما يطلق عليه اسم حديث ، وتلك فضيلة عظيمة " ( 3 ) .