نام کتاب : الإعتصام بالكتاب والسنة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 352
والجامعات ، بل كان علما إلهيا أفيض إليه لصفاء قلبه وروحه ولأجل ذلك ينسب علمه إلى فضل ربه ويقول : * ( هذا من فضل ربي ) * . تضافرت الروايات على أن في الأمة الإسلامية - مثل الأمم السابقة - رجالا مخلصين محدثين تفاض عليهم حقائق من عالم الغيب من دون أن يكونوا أنبياء ، وإن كنت في شك من ذلك فارجع إلى ما رواه أهل السنة في هذا الموضوع . روى البخاري في صحيحه : لقد كان في من كان قبلكم من بني إسرائيل يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء ، فإن يكن من أمتي منهم أحد فعمر ( 1 ) . قال القسطلاني ليس قوله : " فإن يكن " للترديد بل للتأكيد كقولك : إن يكن لي صديق ففلان ، إذ المراد اختصاصه بكمال الصداقة لا نفي الأصدقاء . وإذا ثبت أن هذا وجد في غير هذه الأمة المفضولة فوجوده في هذه الأمة الفاضلة أحرى ( 2 ) . وأخرج البخاري في صحيحه بعد حديث الغار : عن أبي هريرة مرفوعا : أنه قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم محدثون إن كان في أمتي هذه منهم فإنه عمر ابن الخطاب ( 3 ) . قال القسطلاني في شرحه : قال المؤلف : يجري على ألسنتهم الصواب من غير نبوة ( 4 ) .
1 - البخاري : الصحيح : 2 / 149 . 2 - القسطلاني : إرشاد الساري في شرح صحيح البخاري : 6 / 99 . 3 - البخاري : الصحيح : 2 / 171 . 4 - القسطلاني : إرشاد الساري في شرح صحيح البخاري : 5 / 431 .
352
نام کتاب : الإعتصام بالكتاب والسنة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 352