responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإسماعيليون والمغول ونصير الدين الطوسي نویسنده : حسن الأمين    جلد : 1  صفحه : 295


الإسلام ، سيستطيع بإخلاصه وإيمانه الذين لا حد لهما وبعقله الكبير وفكره المنظم وتدبيره الحازم ، سيستطيع أن يشرب قلوب المغول الميل إلى الإسلام ، ثم اعتناق الإسلام .
فأعد لهذه المرحلة الحاسمة جماعات واعية تحسن التخطيط والتنفيذ كان في الطليعة منها : " آل الجويني ) الذين نشأوا على حب أهل البيت ، وما يبعثه هذا الحب من إخلاص وحمية ونضال وتفان في سبيل الإسلام .
ثم في النهاية أسلم المغول على يدي تلاميذ الطوسي ، ونجح مخطط الطوسي نجاحه الأكبر .
لقد أجبر ( هولاكو ) بجبروته نصير الدين الطوسي على السير في ركابه قصدا لاستغلال علمه ، ولكن الطوسي عرف بعلمه وعقله وتدبيره كيف يستغل هولاكو ، فانهزم الطغيان أمام الإيمان والعلم والعقل الكبير المدبر .
إن الطوسي وتلاميذه صمدوا للجيوش الجرارة فاستحالت بهم مسلمة بعد وثنيتها . . . فكان الطوسي بطل الإسلام في عصر عزت فيه البطولات .
يوجز الزركلي في كتابه ( الإعلام ) وصف الطوسي قائلا : " فيلسوف كان رأسا في العلوم العقلية ، علامة بالأرصاد والمسجطي والرياضيات . علت منزلته عند هولاكو فكان يطيعه فيما يشير به عليه " .
الأسير المغلوب على أمره عاد يأمر فيطاع ، عاد الآسر أسيرا ، والأسير آسرا ! . . .
كانت في هولاكو إلى قوة الجند وقوة السلطة : قوة الشخصية . ويقابل ذلك في الطوسي قوة العلم وقوة الفكر ، وإلى ذلك قوة الشخصية . . .
عنا القوي في جنده وسلطته إلى القوي في علمه وفكره ، لأن كل ما لدى الأول من سيوف ورماح ونبال وتروس لا يستطيع أن يرفع حجرا فوق حجر في جهاز المرصد ، ولا أن يقيم آلة من آلاته ، فكل ما لدى هولاكو من سيوف ورماح ونبال ونروس لا يوازي في هذا المقام جرة قلم يقلبه الطوسي بين أنامله . . .

295

نام کتاب : الإسماعيليون والمغول ونصير الدين الطوسي نویسنده : حسن الأمين    جلد : 1  صفحه : 295
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست