responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسماء الثلاثة نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 69


المشيئة معه لا محالة .
ويدل لما قلنا آيات كثيرة كقوله تعالى : * ( أمن هذا الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحمن إن الكافرون إلا في غرور ) * ( الملك / 20 ) وقوله : * ( أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا لا يستطيعون نصر أنفسهم ولا هم منها يصحبون ) * ( الأنبياء / 43 ) والاستفهام في الآيتين إنكاري على سبيل التوبيخ لهم على ما اعتقدوه . وحكى الله عن قوم هود قولهم له عليه السلام : * ( إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء ) * ( هود / 54 ) وقوله لهم : * ( فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون * إني توكلت على الله ربي وربكم . . . ) * ( هود / 55 - 56 ) وكقوله تعالى موبخا لهم يوم القيامة على ما اعتقدوه لها من الاستقلال بالنفع ووجوب نفوذ مشيئتها : * ( أين ما كنتم تعبدون * من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون ) * ( الشعراء / 92 - 93 ) و قولهم وهم في النار يختصمون يخاطبون من اعتقدوا فيهم الربوبية وخصائصها :
* ( تالله إن كنا لفي ضلال مبين * إذ نسويكم برب العالمين ) * ( الشعراء / 97 - 98 ) فانظر إلى هذه التسوية التي اعترفوا بها حيث يصدق الكذوب ، ويندم المجرم حين لا ينفعه ندم . فإن التسوية المذكورة إن كانت في إثبات شئ من صفات الربوبية فهو المطلوب ، ومن هذه الحيثية شركهم وكفرهم ، لأن صفاته تعالى تجب لها الوحدانية بمعنى عدم وجود نظير لها في سواه عز وجل . وإن كانت التسوية في استحقاقها للعبادة فهو يستلزم اعتقاد الاشتراك فيما به الاستحقاق ، وهو صفات الألوهية أو بعضها ، وإن كانت في العبادة نفسها فهي لا تكون من العاقل إلا لمن يعتقد استحقاقه لها كرب العالمين ، تعالى الله عما يشركون .
وكيف ينفى عنهم اعتقاد الربوبية ب آلهتهم وقد اتخذوها أندادا وأحبوها كحب الله كما قال تعالى فيهم : * ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله ) * ( البقرة / 165 ) والأنداد جمع " ند " وهو على ما قاله أهل التفسير واللغة : المثل المساوي ، فهذا ينادي عليهم أنهم اعتقدوا فيها ضربا من المساواة

69

نام کتاب : الأسماء الثلاثة نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 69
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست