responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسماء الثلاثة نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 38


ليست العبادة نفس الخضوع أو نهايته إن الخضوع والتذلل حتى إظهار نهاية التذلل لا يساوي العبادة ولا يعد حدا منطقيا لها ، بشهادة أن خضوع الولد أمام والده ، والتلميذ أمام أستاذه ، والجندي أمام قائده ، ليس عبادة لهم وإن بالغوا في الخضوع والتذلل حتى ولو قبل الولد قدم الوالدين ، لا يعد عمله عبادة ، لأن الله سبحانه يقول : * ( واخفض لهما جناح الذل من الرحمة ) * ( الإسراء / 24 ) .
وأوضح دليل على أن الخضوع المطلق وإن بلغ النهاية لا يعد عبادة هو أنه سبحانه أمر الملائكة بالسجود لآدم وقال : * ( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم ) * ( البقرة / 34 ) وآدم كان مسجودا له ككونه سبحانه مسجودا له ، مع أن الأول لم يكن عبادة وإلا لم يأمر به سبحانه ، إذ كيف يأمر بعبادة غيره وفي الوقت نفسه ينهى عنها بتاتا في جميع الشرائع من لدن آدم عليه السلام إلى الخاتم صلى الله عليه و آله وسلم ولكن الثاني أي الخضوع لله ، عبادة .
والله سبحانه يصرح في أكثر من آية بأن الدعوة إلى عبادة الله سبحانه و النهي عن عبادة غيره ، كانت أصلا مشتركا بين جميع الأنبياء ، قال سبحانه : * ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ) * ( النحل / 36 ) وقال سبحانه : * ( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ) * ( الأنبياء / 25 ) وفي موضع آخر من الكتاب يعد سبحانه التوحيد في العبادة : الأصل المشترك بين جميع الشرائع السماوية ، إذ يقول : * ( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ) * ( آل عمران / 64 ) ، ومعه كيف يأمر بسجود الملائكة لآدم الذي هو من مصاديق الخضوع النهائي ؟ وهذا الإشكال لا يندفع إلا بنفي كون مطلق الخضوع عبادة ، ببيان أن للعبادة مقوما آخر - كما سيوافيك - لم يكن موجودا في سجود الملائكة لآدم .

38

نام کتاب : الأسماء الثلاثة نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 38
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست