نام کتاب : الإسلام والشيعة الإمامية في أساسها التاريخي نویسنده : محمود الشهابي الخراساني جلد : 1 صفحه : 64
- 32 - أيها الإخوان ، الإسلام دين الوحدة والاتحاد ، دين الألفة والوداد ، دين القوة ، دين العظمة والشوكة ، دين العزة والرفعة ، لا دين التعصب والتفرق . حسب الإسلام وكفاه هذه الاختلافات والمشاحنات ، ألا ترون ما صنع الاختلافات ؟ أما تشاهدون أن الاختلاف قسم الإسلام وصيره بقاعا ورقعا ولكل رقعة حكومة طريق خاص لإدارة رقعته ، ونظام حكومته ، ونظم مملكته وبلدته : من الديموقراطية والملكية والجمهورية و . . . وعلى كل يجرى عليها حكم الدول الجانية المستعمرة ! أين الإسلام الذي كان في صدر الإسلام وأين ما عليه المسلمون ويدعونه في هذا الزمان ؟ أين تلك العظمة والعزة للمسلمين ؟ وأين هذه الحقارة والذلة للمدعين ؟ إنا لله وإنا إليه راجعون . تذكرت هنا كلاما من عمر أذكره هنا عسى أن يكون له أثر . قال الطبري في تاريخه ( الجزء الثالث - الصفحة ال 281 - ) بالإسناد عن ابن عباس . " إن عمر قال لناس من قريش : بلغني أنكم تتخذون مجالس ، لا يجلس اثنان معا حتى يقال : من صحابة فلان ، من جلساء فلان ، حتى تحوميت المجالس ( أي حدثت العصبية وحصلت الحمية والحماية ) . " وأيم الله إن هذا لسريع في دينكم ، لسريع في شرفكم ، لسريع في ذات بينكم . " ولكأني بمن يأتي بعدكم يقول : هذا رأي فلان . قد قسموا الإسلام أقساما . أفيضوا مجالسكم بينكم وتجالسوا معا فإنه أدوم لألفتكم ، وأهيب لكم في الناس " فيا إخواني " اعتصموا بحبل الله جميعا ، ولا تفرقوا " وكونوا بالحقيقة إخوة " وإذ كروا نعمة الله عليكم " ولا تكونوا كالذين تفرقوا من بعد ما جائتهم البينات " و " أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه " " يا إخوان الإسلام تهيأوا للإقدام ، فقوموا من رقدتكم ، وهبوا من هجدتكم ،
64
نام کتاب : الإسلام والشيعة الإمامية في أساسها التاريخي نویسنده : محمود الشهابي الخراساني جلد : 1 صفحه : 64