نام کتاب : الإسلام والشيعة الإمامية في أساسها التاريخي نویسنده : محمود الشهابي الخراساني جلد : 1 صفحه : 60
- 29 - فصار عنوان " الشيعة " كالعناوين التي يتخذها الساسة ، في هذا العصر ، وسيلة لأن يكبتوا بها من يخالفهم في السياسة ، ويعارض سلطتهم وقدرتهم وشوكتهم بالمنافسة ، وعنوانا لأن يقهروه ويدمروه بل ويستأصلوه . استقصاء شيعة علي واستأصلهم وإن كان مهما عند معاوية ، شاغلا باله ، ولكنه لدهائه ، والابتداع في أهوائه وكياسته لحفظ مقامه ورئاسته لم يكن غافلا عن مهم آخر في سياسته . قال علي في ما كتب إليه : " فسبحان الله ما أشد لزومك للأهواء - المبتدعة والحيرة المتبعة ، مع تضييع الحقائق واطراح الوثائق التي هي لله طلبة وعلى عباده حجة . . . " فشدة لزومه للأهواء ، حمله على الابتداع لتضليل - الخلائق ، وتضييع الحقائق ، بوضع الأحاديث وجعل الأكاذيب ، وحتى بتحريف - أسباب نزول الآيات ، وتبديل الروايات ، ونقل الأراجيف في حق علي ، كي يلتبس - الأمر على الغبي ، ولا سيما على أهل الشام ، مركز سلطنته وعاصمة حكومته على أهل الإسلام ، وتشتبه الحقيقة على الأمة في ما صدر في شأن علي عن نبي الرحمة ، حتى ينسى الكبير فضائله ، ويكبر الصغير على ما وضعه وافتعله . وقعت المخاويف وكثرت الأراجيف في زمن معاوية ، وعذبت نفوس زكية وقتلت أخرى أبيه ، بأمره وبيد عماله وأمرائه ، باسم " شيعة علي " كعمرو بن حمق وحجر بن عدي الصحابي . " فصارت هذه السياسة الآثمة الغاشمة ، وهذه - المعاملة الجائرة الجابرة ، على خلاف شيعة علي وتابعيه ، باضطهادهم ، وإيذائهم ، وحبسهم ، وقتلهم ، علة للفرقة وسببا لأن ينظر إليهم ، وهم في الإسلام من الأقطاب ، وفيهم بقية من الأصحاب ، كأنهم ، والعياذ بالله ، ليسوا من المسلمين ، أو ما هم إلا فرقة خارجة من الدين ! وهذا ما أشار علي ( ع ) إليه لقوله : " وإن أخوف الفتن عليكم عندي فتنة بني أمية . . . "
60
نام کتاب : الإسلام والشيعة الإمامية في أساسها التاريخي نویسنده : محمود الشهابي الخراساني جلد : 1 صفحه : 60