نام کتاب : الإسلام والشيعة الإمامية في أساسها التاريخي نویسنده : محمود الشهابي الخراساني جلد : 1 صفحه : 55
ولا يبقى لبني أمية فيها مد ولا جزر . وهذا ما كانت تخاف منه قريش ، وكان إحدى - الجهات التي سعت في صرف الأمر عن علي ، فشمر عن ساعد الخلاف والثوار وجعل قتل الخليفة عثمان وسيلة للانتصار . يظهر من التاريخ جليا أن هم معاوية في أول أمره وبادئ بدء خلافة ، كان مقصورا على الاخلال بخلافة علي ولم يكن له طمع في الخلافة ، لا لمعرفته سوابق مكانه في الإسلام فقط ، والعلم بدنو مقامه وشأنه عند المسلمين فحسب ، بل لأنه كان يعرف أن أمر الخلافة ، على ما سبق من الروية لا يتم إلا بانتخاب الأصحاب من المهاجرين والأنصار ولا ينفذ إلا باتفاق أكابر أهل المدينة الأخيار ، ويعلم ما في ذلك من الابتعاد وإن دون البيعة له بالخلافة خرط القتاد فأين هو ، وهو عندهم هو ، من ذاك الاتفاق والاتحاد ؟ بايع عليا المهاجرون والأنصار ، ومن بقي حيا من البدريين الكبار ، فنال ما استحقه من الخلافة وفاز محبوه ومعتقدوه بما اعتقدوا له من الإمامة والولاية ، وعلي كان يومئذ على ما كان عليه في ما مضى ، ورضى بما قدر الله له وقضى ، فلم يحدث خلافا لمن سلف ، ولم ير حينئذ إلا ما كان يريه بعد وفاة النبي ولأجله بايع وائتلف وهو كما قال : " . . . إن الصبر على ذلك أفضل من تفريق كلمة المسلمين وسفك دمائهم . . . والدين يفسده أدنى وهن ويعكسه أقل حلق فولي الأمر قوما لم يألوا في أمرهم اجتهادا . . . " - 26 - لم يظهر في مدة خلافة علي مخالفة منه لمن كان قبله ، ولم يكن المسلمين - التابعين له إلا على ما كانوا عليه ، وما عملوا إلا مثله ، ولم يوجد هناك اختلاف وتفرق ، إلا ما حدثته مطامع معاوية وبني أمية ، وأورثته مكايدهم باسم عثمان الخليفة ، إذ جعلوا ذلك ذريعة للضربة على علي ( ع ) ونقض أمره وكسر شوكته وشأنه ،
55
نام کتاب : الإسلام والشيعة الإمامية في أساسها التاريخي نویسنده : محمود الشهابي الخراساني جلد : 1 صفحه : 55