نام کتاب : الإسلام والشيعة الإمامية في أساسها التاريخي نویسنده : محمود الشهابي الخراساني جلد : 1 صفحه : 41
وقال أيضا في ذاك الموضع من شرحه ، بالإسناد عن مسيب بن نجية أنه قال : بينا علي يخطب ذا قام أعرابي فصاح : وامظلمتاه ! فاستدناه علي . فلما دنا قال له : إنما لك مظلمة واحدة . وأنا قد ظلمت عدد المدر والوبر " وقال أيضا ، بعد ذاك الكلام ، : " وفي رواية عباد بن يعقوب : أنه دعاه فقال : ويحك ! وأنا والله مظلوم . هات فلندع على من ظلمنا " - 19 - ولعله ، وانتهى الكلام إلى المظلومية ، كان من المناسب أن نذكر هنا ما اختلفت - الشيعة وغيرها فيه ، ونشير إلى أن وجه الاختلاف ، عند التأمل والإنصاف ليس بمثابة يورث هذه العصبية الظالمة من إخوانهم المسلمين ويوجب استحقاق القدح والتوهين فهم ، في الحقيقة ، مظلومين كما كان كذلك إمامهم علي أمير المؤمنين 1 . فاعلم أن اختلاف بين الفريقين يؤل إلى موضوعين : الفروع ، والأصول ( على ما تعتقد الشيعة في الإمامة وتقول ) . فأما الأول ، وهو الاختلاف في بعض الأحكام والفروع : مما لا ارتياب فيه إنهم وغيرهم متفقون في أن الكتاب ثم السنة المعتبرة أصلان أساسيان لاستنباط الأحكام ، ويجب على كل مسلم مجتهد أن يستند بهما في استخراج الوظائف المقررة ، والتكاليف المشروعة ، فيعمل بما ثبت له من الأحكام بهذا الطريق . فلزوم الاستناد بهذين الأصلين مجمع عليه بين الفريقين وإنما الاختلاف
1 - كتب علي في ما كتب إلى معاوية جوابا " وهو من محاسن الكتب " : " وزعمت أني لكل الخلفاء حسدت ، وعلى كلهم بغيت ، فإن يكن ذلك كذلك فليست الجناية عليك فيكون العذر إليك . . . " وقلت إني كنت أقاد الجمل المخشوش حتى أبايع ، ولعمر الله لقد أردت أن تذم فمدحت وأن تفضح فافتضحت وما على المسلم من غضاضة في أن يكون مظلوما ما لم يكن شاكا في دينه ، ولأمر تابا بيقينه ، وهذه حجتي إلى غيرك قصدها . . . "
41
نام کتاب : الإسلام والشيعة الإمامية في أساسها التاريخي نویسنده : محمود الشهابي الخراساني جلد : 1 صفحه : 41