responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسرار الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد فاضل المسعودي    جلد : 1  صفحه : 52


يا رب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا !
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا وعلى هذا الأساس نجد أن الأئمة من آل محمد - ( صلى الله عليه وآله وسلم ) - كانوا يحملون الأسرار الربانية التي أفاضها الباري عليهم منذ أن خلقهم أنوارا وجعلهم بعرشه محدقين وإلى أن من بهم علينا ، ولكن لا يظهرون هذه الأسرار إلا لمن وجدوه أهلا لحمل الأمانة ، ومستودعا لها ، وإلى هذا الأمر - أعني حمل الأسرار - ورد في الزيارة الجامعة الكبيرة لأئمة المؤمنين ( عليهم السلام ) ما نصه : ( . . . السلام على محال معرفة الله ومساكن بركة الله ومعادن حكمة الله وحفظة سر الله . . . اصطفاكم بعلمه ، وارتضاكم لغيبه ، واختاركم لسره . . . وأنصارا لدينه ، وحفظة لسره . . . ومستودعا لحكمته . . . ) .
وغير ذلك من الأقوال والزيارات الواردة والتي تصفهم ( عليهم السلام ) بأنهم المستودع لسر الله ، وأن هذه الأسرار لا يعطوها إلا إلى أهلها وإلى ذلك أشار الحديث المروي عن أبي بصير قال : " قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : يا أبا محمد ، إن عندنا والله سرا من سر الله وعلما من علم الله ، والله لا يحتمله ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان ، والله ما كلف الله ذلك ، أحدا غيرنا ولا استعبد بذلك أحدا غيرنا ، وأن عندنا سرا من سر الله ، وعلما من علم الله أمرنا بتبليغه فبلغنا عن الله عز وجل ما أمرنا بتبليغه ، فلم نجد موضعا ولا أهلا ولا حمالة يحتملونه حتى خلق الله لذلك أقواما ، خلقوا من طينة خلق منها محمد وآله وذريته ( عليهم السلام ) ، ومن نور خلق الله منه محمدا وذريته وضعهم بفضل صنع رحمته التي صنع منها محمدا وذريته ، فبلغنا عن الله ما أمرنا بتبليغه فقبلوه واحتملوا ذلك " فبلغهم ذلك عنا فقبلوه واحتملوه " وبلغهم ذكرنا فمالت قلوبهم إلى معرفتنا ، وحديثنا فلولا أنهم من هذا لما كانوا كذلك ، لا والله ما احتملوه ، ثم قال : إن الله خلق أقواما لجهنم والنار ، فأمرنا أن نبلغهم كما بلغناهم ، واشمأزوا من ذلك ونفرت قلوبهم وردوه علينا ولم يحتملوه ، وكذبوا به وقالوا ساحر كذاب ، فطبع الله على قلوبهم وأنساهم ذلك ، ثم أطلق الله لسانهم ببعض الحق فهم ينطقون به وقلوبهم منكرة ، ليكون ذلك دفعا عن أوليائه وأهل طاعته ، ولولا ذلك ما عبد الله في أرضه ، فأمرنا بالكف عنهم والستر والكتمان ، فاكتموا عمن أمر الله بالكف عنه واستروا عمن أمر الله

52

نام کتاب : الأسرار الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد فاضل المسعودي    جلد : 1  صفحه : 52
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست