responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسرار الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد فاضل المسعودي    جلد : 1  صفحه : 512


أبيها ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على مسمع ومرأى من المسلمين وبضمنهم الحكومة الجديدة ، فكان من بعض أقوالها : " أم أنتم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي وابن عمي ؟ " وقولها : " وأبعدتم من هو أحق بالبسط والقبض " . حيث أوضحت أن عليا ( عليه السلام ) أعلم الناس بعد محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بمعرفة الرسالة وأحكامها وقوانينها ، وهو لذلك أحق برعاية شؤون الأمة التي صنعها الوحي المقدس .
3 - كشف ألاعيب الحكومة الجديدة على الشرع المقدس ، واجتهاداتهم التي لا علاقة لها بأهداف الرسالة . . . وهذه النقاط الثلاث هي التي استهدفتها فاطمة ( عليها السلام ) في مطالبتها الحثيثة بفدك ، ليس غير ، وليس لها وراء ذلك هدف مادي رخيص ، كما يعتقد البعض من مؤرخي حياتها ، فهي - لعمر الحق - قد تصرفت ما من شأنه أن يحفظ الرسالة من شبح الانحراف الذي تنبأت بوقوعه بعد انتخاب الحكومة الجديدة ، فاتخذت من فدك خير فرصة لخدمة المبدأ ، وإلقاء الحجة على الأمة تأدية للمسؤولية ، ونصرا للرسالة ، وحفظا لبيضة الإسلام [1] .
قال المحقق المتتبع السيد كاظم القزويني : من الممكن أن يقال : إن السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) الزاهدة عن الدنيا وزخارفها ، والتي كانت بمعزل عن الدنيا ومغريات الحياة ، ما الذي دعاها إلى هذه النهضة وإلى هذا السعي المتواصل ، والجهود المستمرة في طلب حقوقها ؟ وما سبب هذا الإصرار والمتابعة بطلب فدك والاهتمام بتلك الأراضي والنخيل ، مع ما كانت تتمتع به السيدة فاطمة من علو النفس وسمو المقام ؟
وما الداعي إلى طلب الدنيا التي كانت أزهد عندهم من عفطة عنز ، وأحقر من عظم خنزير في فم مجذوم ، وأهون من جناح بعوضة ؟ وما الدافع بسيدة نساء العالمين أن تتكلف هذا التكليف وتتجشم هذه الصعوبات المجهدة للمطالبة بأراضيها ، وهي تعلم أن مساعيها تبوء بالفشل ، وأنها لا تستطيع التغلب على الموقف ، ولا تتمكن من انتزاع تلك الأراضي من المغتصبين ؟ هذه تصورات يمكن أن تتبادر إلى الأذهان حول الموضوع .



[1] الزهراء عليها السلام : 118 - 120 .

512

نام کتاب : الأسرار الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد فاضل المسعودي    جلد : 1  صفحه : 512
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست