responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسرار الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد فاضل المسعودي    جلد : 1  صفحه : 47


يستنشق من طرف اليمن روائح أنفاسه الشريفة من حيث الباطن أو الظاهر : " أني لأستنشق روح الرحمن من طرف اليمن " وورد " من ناحية اليمن " و " من قبل اليمن " وقد سأله سلمان عن هذا الشخص فقال له ( عليه السلام ) : " إن باليمن لشخصا يقال له : " أويس القرني يحشر يوم القيامة أمة وحده يدخل في شفاعته مثل ربيعة ومضر ، ألا من رآه منكم فليقرأه عني السلام ، وليأمره أن يدعو لي " .
وإلى غلبة هذه الأسرار بالنسبة إليه في بعض الأوقات قال :
" لي مع الله وقت لا يسعني فيه ملك مقرب ولا نبي مرسل " والمراد أن لي مع الله حالات وأوقات لا يمكن أن يطلع عليها أحد ، لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا غيرهم من المخلوقات ، وكأنه يشير إلى أنه ما تنكشف عليه هذه الأسرار ولا تتجلى له هذه الأنوار إلا عنده تجرده عن جميع التعلقات الروحانية والجسمانية - حتى النبوة والرسالة - وعن جبرئيل وإبلاغه أيضا لقوله ( عليه السلام ) : " لو دنوت أنملة لاحترقت " وبالحقيقة المعراج عبارة عن هذا المقام ، إن أريد به المعراج المعنوي ، وإن أريد به المعراج الصوري فهو ظاهر وقد عبر ( عليه السلام ) عن شدة تعلقه بالنبوة والرسالة ومنعهما من الوصول إلى حضرة الحق جل جلاله وقال حين خلاصه عنهم لحظة " لا يسعني فيه ملك مقرب أي جبرئيل وإبلاغه " ولا نبي مرسل " أي النبوة ورسالتهما لأن الرسالة إبلاغ ما حصل عن النبوة وإلى هذا المقام أشار - جل ذكره - " ولن أجد من دونه ملتحدا إلا بلاغا من الله ورسالاته " وأمثال ذلك كثيرة . والغرض منه أن إخفاء أسرار الله تعالى - خصوصا الأسرار المتعلقة بهم - واجب من غير أهلها لأنها لا زالت كذلك أي مخفية عن غير أهلها ، مودعة عند أهلها ، وإذا عرفت هذا فلنرجع إلى قول الأولياء ( عليهم السلام ) ونبين هذا بقول أعظمهم وأكملهم الذي هو أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كما فعلنا في الأنبياء أعني اكتفينا منهم بأعظمهم وأكملهم الذي هو نبينا ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ومنها قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وأقواله في هذا الباب كثيرة نذكر منها أحسنها وألطفها ، وهو ما جرى بينه وبين كميل بن زياد النخعي ( رحمهم الله ) الذي كان من أخص تلامذته وأعظم أصحابه وإليه تنسب خرقة الموحدين وطريقة المتحققين حين سأله عن " الحقيقة " ، بقوله " ما الحقيقة ! " فقال له ( عليه السلام ) : " ما لك والحقيقة ؟ " يعني من أنت

47

نام کتاب : الأسرار الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد فاضل المسعودي    جلد : 1  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست