responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسرار الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد فاضل المسعودي    جلد : 1  صفحه : 417


وقد أخبر بذلك النبي الأعظم كما ورد في الصحاح والمسانيد من طرق الفريقين العامة والخاصة . والمحدث من تكلمه الملائكة بلا نبوة ولا رؤية صورة ، أو يلهم له ويلقى في روعه شئ من العلم على وجه الإلهام والمكاشفة من المبدأ الأعلى ، أو ينكت له في قلبه من حقايق تخفى على غيره ، أو غير ذلك من المعاني التي يمكن أن يراد منه .
فوجود من هذا شأنه من رجالات هذه الأمة مطبق عليه بين فرق الإسلام ، بيد أن الخلاف في تشخيصه . فالشيعة ترى عليا أمير المؤمنين وأولاده الأئمة صلوات الله عليهم من المحدثين . . . " [1] .
وقال ( رحمه الله ) : " إن في هذه الأمة أناس محدثون كما كان في الأمم الماضية ، وأمير المؤمنين وأولاده الأئمة الطاهرون علماء محدثون وليسوا بأنبياء . وهذا الوصف ليس من خاصة منصبهم ولا ينحصر بهم بل كانت الصديقة كريمة النبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) محدثة ، وسلمان الفارسي محدثا . نعم كل الأئمة من العترة الطاهرة محدثون ، وليس كل محدث بإمام .
ومعنى المحدث هو العالم بالأشياء بإحدى الطرق الثلاث المفصلة في الأحاديث . هذا ما عند الشيعة ليس إلا " [2] .
وورد عن العلامة المناوي في ذيل الحديث الذي جاء عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حول مسألة تحديث الملائكة مع الناس ما نصه : " قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم أناس محدثون " . قال القرطبي : الرواية بفتح الدال ، اسم مفعول جمع محدث بالفتح أي ملهم ، أو صادق الظن ، وهو من ألقي في نفسه شئ على وجه الإلهام والمكاشفة من الملأ الأعلى ، أو من يجري الصواب على لسانه بلا قصد ، أو تكلمه الملائكة بلا نبوة ، أو من إذا رأى رأيا أو ظن ظنا أصاب ، كأنه حدث به والقي في روعه من عالم الملكوت فيظهر على نحو ما وقع له . وهذه كرامة بكرم الله بها من شاء من صالح عباده ، وهذه منزلة جليلة من منازل الأولياء [3] .
إذن يظهر من الأحاديث والأقوال المأثورة عن الخاصة والعامة أن مسألة تحديث



[1] الغدير : 5 / 42 .
[2] الغدير : 5 / 49 .
[3] فيض القدير : 4 / 507 .

417

نام کتاب : الأسرار الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد فاضل المسعودي    جلد : 1  صفحه : 417
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست