responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسرار الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد فاضل المسعودي    جلد : 1  صفحه : 329


ويحهم أنى زحزحوها عن أبي الحسن ، ما نقموا والله منه إلا نكير سيفه ونكال وقعه ، وتنمره في ذات الله ، وتا الله لو تكافوا عليه عن زمام نبذه إليه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لأتميله ، ثم لسار بهم سيرة سجحا فإنه قواعد الرسالة ورواسي النبوة ، ومهبط الروح الأمين ، والطبيب بأمر الدين والدنيا والآخرة إلا ذلك هو الخسران المبين . والله لا يلتكم خشاشة ، ولا يتعتع راكبه ، ولأوردهم منهلا رويا فضفاضا تطفح ضفته ، ولأصدرهم بطانا قد خثر بهم الري ، غير متحل بطائل إلا تغمر الناهل وردع سورة سغب ، ولو فتحت عليهم بركات من السماء والأرض وسيأخذهم الله بما كانوا يكسبون ، فهلم فاسمع ، فما عشت أراك الدهر عجبا ، وإن تعجب بعد الحادث ، فما بالهم بأي سند استندوا ، أم بأي عروة تمسكوا ، لبئس العشير ، وبئس للظالمين بدلا ، استبدلوا الذنابى بالقوادم ، والحرون بالقاحم ، والعجز بالكاهل ، فتعسا لقوم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ، ألا أنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ، أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدي إلا أن يهدي لكم كيف تحكمون . لقحت قنطرة فنظرة ريثما تنتج ، ثم احتبلوا طلاع القعب دما عبيطا ، وذعافا ممضا ، هنالك يخسر المبطلون ، ويعرف التالون غب ما أسس الأولون ، ثم طيبوا بعد ذلك بأنفسكم لفتنها ، ثم اطمأنوا للفتنة جأشا وأبشروا بسيف صارم ، وهرج دائم شامل ، واستبداد من الظالمين . يدع فيئكم زهيدا ، وجمعكم حصيدا ، فيا حسرة لهم ، ولقد عميت عليهم الأنباء أنلزمكموها وأنتم لها كارهون [1] .
الهموم المتراكمة ليس المرض لوحده سبب آلام الزهراء ، ( عليها السلام ) ووجدها وحزنها ، وإنما كانت الهموم تجتاحها من كل حدب وصوب ، فحينما كانت تمد جسدها النحيل المكدور على جلد الكبش وتتكئ على وسادة الليف ، تنساب الخواطر إلى رأسها الشريف ، وتهجم عليها الهواجس ، وكأن لسان حالها الشريف : آه . . تركوا وصية أبي . . . وغصبوا الخلافة



[1] الإحتجاج للطبرسي : 1 / 147 ، البحار : 43 / 161 ، شرح ابن أبي الحديد : 16 / 233 ، بلاغات النساء : 19 .

329

نام کتاب : الأسرار الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد فاضل المسعودي    جلد : 1  صفحه : 329
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست