responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسرار الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد فاضل المسعودي    جلد : 1  صفحه : 300


دفع كبيرة يوم استطاعت أن تحرك العواطف ، وكثيرا من المشاعر ، وتغذي العقول بفصاحتها وبلاغتها وقوة بيانها . فهي لم تحرك مشاعر الذين عاصروها ، بل وأيضا استطاعت أن تؤثر في كل الأجيال ، وفي الشعوب كافة بحيث أصبح اسمها رمزا للفداء والتضحية والبطولة والعظمة . نعم ، عندما يكون للشعار مضمون ، فهذه كانت نظرة الزهراء الثاقبة في التسبيح .
الشعار وحامله شعارات كثيرة ارتفعت في الدنيا ، وزعماء لمعت أسماؤهم فترة من الزمن ، ولكنهم انطفأوا وانطفأت أسماؤهم ، عندما داست الجماهير شعاراتهم تحت الأرجل . في حين نجد شعارات انطلقت على أفواه زعماء آخرين مخلصين فعاش الزعماء والقادة في القلوب ، وظلت الشعارات متوجهة متدفقة لا ينقطع عطاؤها أبدا . . ولم تستطع قوى الظلام والضلال مجتمعة أن تطفئ شعيرة واحدة من تلكم الشعائر . . لأنها انطلقت من الصدق والحق والحرية فعاشت في القلوب . ومن هنا نستطيع أن ندرك - على الفور - السبب المباشر في بقاء شعائر ، واندثار أخرى . . وفي انطفاء زعيم وعيش زعيم آخر .
إن السبب الرئيسي في كل ذلك هو الصدق . . والصدق وحده هو الذي يستبقي الشعار ويجعله خالدا . . لأن معنى ذلك أن ليس هناك تنافر ولا تنازع بين الشعار وبين المبدأ الذي يحمله هذا القائد أو ذاك . إن أول ما يؤدي سقوط الشعار هو أن يكون الشعار مخالفا لسلوك الزعيم الذي يرفعه . . أما إذا التقيا : الشعار والمبدأ فإن النتيجة واضحة وستكون حسنة وجيدة ، وهي الخلود الكامل للشعار وحامله ، ومن هنا فإننا نجد شعارات الإسلام خالدة وباقية لأنها تنطلق من فطرة الإنسان تتغذى بالتقوى ، والإيمان بالله . يقول الحق : * ( ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ) * [1] .
أي أن القلوب المليئة بالتقوى هي وحدها التي تغذي هذه الشعائر وتحفظها من



[1] سورة الحج : الآية 32 .

300

نام کتاب : الأسرار الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد فاضل المسعودي    جلد : 1  صفحه : 300
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست