responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسرار الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد فاضل المسعودي    جلد : 1  صفحه : 299


فجعل القراءة منصبة في قالب أدبي تربوي . . * ( اقرأ باسم ربك ) * أي أن القراءة يجب أن تنصب في إطار تربوي أدبي ، لأن التربية مشتقة من الرب ، أو كلمة الرب مشتقة من التربية وهو الأصح في اللغة . هذا هو الشرط الأول ، أما الشرط الثاني والذي يعني أن هناك رمزا نتخذ منه قدوة ، وأسوة حسنة في تطبيق مضمون التسبيح ، فهو الفداء ، والتضحية . . . وهنا تجد فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) حين أخذت درس هذا التسبيح من أبيها الرسول الأعظم محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أقول : حين أخذته من أبيها ، هذا الدرس انطلقت به إلى قبر سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ( عليه السلام ) وحين وصلت إلى القبر ، جلست تصنع حبات لمسبحتها من تراب قبر الشهيد . أجل . . فاطمة تصنع مسبحة من تراب قبر الحمزة من أجل أن تعبق حبات هذه المسبحة برائحة الشهادة ، وتتضوع بعطر الشهيد الذي أقدم الفداء والتضحية ، من أجل الحق ، من أجل أن يحيا الإنسان في أمن وطمأنينة ، من أجل أن يعبد الناس رب العالمين في حرية ودون إكراه . . من أجل إعطاء الناس حرية وحقا وعدالة اجتماعية . . . من أجل أن يندحر الظالمون ، وينهزم المستكبرون ويذل الطغاة في الأرض . وفاطمة الزهراء ، هنا تعطي الصلاة بعدا جهاديا تربويا ، إنها تعطي العبادات أبعادا توعوية تزيد في رشد الأمة ، وتنقص من غبائها وبلادتها ، نعم إنها مسبحة للصلاة ، ولكنها ليست مسبحة جامدة فيها حبات من الطين . . كلا . . إنما هي مسبحة مصنوعة من تراب ممزوج بدم الشهادة ونور الولاية . .
وهذا هو الذي يجعل للصلاة معنى وقيمة ووزنا . ومن هنا جاءت فكرة السجود على تربة الحسين ( عليه السلام ) في الصلاة وذلك حتى نتذكر دائما أن الصلاة لا تقوم في الأرض إلا بدماء الشهداء حيث :
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى * حتى يراق على جوانبه الدم من كل ذلك نخرج بحصيلة نافعة مفادها : أن الشعائر الفارغة لا تؤدي دورا نافعا في الحياة . . بخلاف الشعائر المليئة بالمضمون ، والمحتوى فإنها تبني الحياة وتسعد القلوب ، وتربي النفوس ، وهي بعد ذلك قائمة على التقوى ، وملاكها طهارة القلوب وصفاء النفوس . ولهذا نجد الزهراء ، حولت الشعائر الإسلامية إلى سلوك يتحرك في أعماق الإنسان ، وبين يديه ومن خلفه . . أن فاطمة حركت الشعائر في القلوب وأعطتها قوة

299

نام کتاب : الأسرار الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد فاضل المسعودي    جلد : 1  صفحه : 299
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست