responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسرار الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد فاضل المسعودي    جلد : 1  صفحه : 12


وأولى شئ بالمعرفة ، وإنه مقدم على كل المعارف والعلوم هو معرفة أصول الدين بالبرهان واليقين ، وبدءا بالمعرفة الجلالية ثم الجمالية ثم الكمالية .
ومن الأصول معرفة الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ، فمن عرفها حق معرفتها فقد أدرك ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر . ألا إنها سميت فاطمة لأن الخلق فطموا عن معرفتها .
فمن يعرفها ؟ ! وعلى معرفتها دارت القرون الأولى ، وما تكاملت النبوة لنبي حتى أمر بفضلها ومحبتها [1] .
ومن الواضح أن المعرفة الكاملة والتامة لا تكون إلا بعد الإحاطة بالشئ ، ومن يقدر على أن يحيط بفاطمة الزهراء ( عليها السلام ) إلا من كان خالقها ومن كان كفوا لها ، فلا يعرفها ويعرف أسرارها إلا أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) ورسول الله محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، فإن الخلق كلهم حتى الأنبياء والملائكة والجن والإنس فطموا وقطعوا عن كنه معرفتها والإحاطة بها ، فلا يعرفها حقا إلا الله ورسوله ووصيه ( عليهما السلام ) .
ففاطمة الزهراء وديعة المصطفى وحليلة المرتضى مظهر النفس الكلية على أتم الوجوه الممكنة فهي الحوراء بتعين إنسي ، مطلع الأنوار البهية ، وضياء المشكاة النبوية ، صندوق الأسرار الإلهية ، ووعاء المعارف الربانية ، عصمة الله الكبرى ، وآية الله العظمى .
لا ريب ولا شك أن فاطمة أحرزت مقام العصمة الإلهية الكبرى ، كما عليه الإجماع القطعي وذهب إليه الأعاظم من عباقرة العلم والمعرفة ، كالشيخ المفيد والسيد المرتضى .
كما تدل الآيات الكريمة والروايات الشريفة على ذلك ، يكفيك شاهدا آية التطهير ، وما أدراك ما آية التطهير ، فمن أنكر ذلك فهو كالأعمى الذي ينكر نور الشمس .
والعصمة من اللطف الإلهي الخاص ويعني القوة النورية الملكوتية الراسخة في نفس المعصوم ( عليه السلام ) ، تعصمه وتحفظه من كل شين ، كما تزينه بكل زين ، فيعصم من



[1] البحار 42 : 105 ، عن تفسير الفرات .

12

نام کتاب : الأسرار الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد فاضل المسعودي    جلد : 1  صفحه : 12
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست