نام کتاب : الأخلاق الحسينية نویسنده : جعفر البياتي جلد : 1 صفحه : 297
بتواضعه وينتظر أن يثني عليه ، فإذا لم يحصل على ذلك عاد إلى كبره ، وإذا طلب منه أن يذعن للحق ظهرت عليه علامات التجبر والاستنكاف والتعالي . أما الإمام الحسين ( سلام الله عليه ) فكان متواضعا لمن دونه في الفضل ، يطلب بذلك طاعة الرحمن " جل جلاله " . . * حدث الصولي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) في خبر أنه جرى بين الإمام الحسين ( عليه السلام ) وبين أخيه محمد بن الحنفية كلام ، فكتب ابن الحنفية إلى الحسين [ عليه السلام ] : - أما بعد يا أخي ، فإن أبي وأباك " علي " ، لا تفضلني فيه ولا أفضلك ، وأمك فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ولو كان مل ء الأرض ذهبا ملك أمي ما وفت بأمك ، فإذا قرأت كتابي هذا فصر إلي حتى تترضاني فإنك أحق بالفضل مني ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . ففعل الحسين ( عليه السلام ) ، فلم يجر بعد ذلك بينهما شئ ) [1] . فالإمام الحسين " سلام الله عليه " هو الأشرف من أخيه ، باعتراف أخيه ، وهو الأفضل ، ولكنه كان الأسبق إليه تواضعا منه ، لأنه الأسبق إلى الله - عز وجل - في الطاعات ، وارتقاء الدرجات . ثانيا : أن تواضع الحسين ( صلوات الله عليه ) كان عن عزة وكرامة و كمال ، لا عن ذلة أو ضعف أو طمع - حاشاه عن كل ذلك - . ( إن التواضع الممدوح هو المتسم بالقصد والاعتدال ، لا إفراط فيه ولا تفريط ، فالاسراف في التواضع داع إلى الخسة والمهانة ، والتفريط فيه باعث على الكبر والأنانية . و على العاقل أن يختار النهج الوسط ، . . بإعطاء كل فرد ما يستحقه من الحفاوة ،