نام کتاب : الأخلاق الحسينية نویسنده : جعفر البياتي جلد : 1 صفحه : 296
وقد كان النبي المصطفى الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أكثر الناس تواضعا . . يقعد في أدنى المجلس حيث يدخل ، وكان يحلب شاته ، ويرقع ثوبه ، ويخصف نعله ، ويخدم نفسه ، ويحمل بضاعته في السوق ، ويجالس الفقراء ، ويواكل المساكين [1] . عن أبي ذر الغفاري ( رضوان الله عليه ) : كان رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) يجلس بين ظهراني أصحابه ، فيجئ الغريب فلا يدري أيهم هو حتى يسأل ، فطلبنا إليه أن يجعل مجلسا يعرفه الغريب إذا أتاه . وروي أنه ( صلى الله عليه وآله ) كان في سفر ، فأمر بإصلاح شاة ، فقال رجل : يا رسول الله ! علي ذبحها ، وقال آخر : علي سلخها ، وقال آخر : علي طبخها . فقال ( صلى الله عليه وآله ) : وعلي جمع الحطب . فقالوا : يا رسول الله ! نحن نكفيك . فقال : قد علمت أنكم تكفوني ، ولكن أكره أن أتميز عليكم ، فإن الله يكره من عبده أن يراه متميزا بين أصحابه . وقام وجمع الحطب ) [2] . والإمام الحسين ( عليه السلام ) كان من سماته الواضحة بين الناس التواضع ، فلم يجالس الطواغيت والمتكبرين ، وأصحاب القلوب الميتة و الضمائر الفاسدة ، والمغرورين بدنياهم . . كان ينصح ، ولكنه في الوقت ذاته كان يحب الضعفاء ، والمساكين والفقراء ، ويجالسهم ويواكلهم ويحادثهم . ومما امتاز به تواضعه " سلام الله عليه " : أولا : أنه كان خالصا مخلصا لوجه الله تعالى ، لا يبتغي به إلا مرضاته " جل وعلا " . لأن هناك من يتواضع للناس يطلب بذلك المدح والسمعة ، يرائي
[1] كتب السيرة النبوية تذكر ذلك على وجه التفصيل والإجمال ، منها مكارم الأخلاق / للطبرسي : 16 . [2] سفينة البحار / للشيخ المحقق عباس القمي 1 : 415 .
296
نام کتاب : الأخلاق الحسينية نویسنده : جعفر البياتي جلد : 1 صفحه : 296