نام کتاب : أقطاب الدوائر نویسنده : الشيخ عبد الحسين جلد : 1 صفحه : 7
وحديثه ، كذلك لا بد من اشتراط هذه الصفة فيمن يحمل إلى الأجيال المتلاحقة هذا التشريع الإلهي ويكون امتدادا للنبوة في وظائفها ومسؤولياتها ، حفاظا على الدين من تحريف المحرفين ، وإبطال المبطلين وتشكيك المشككين . إن أسوأ داء أصاب الشرائع السابقة هو أن أتباعها أخذوا أحكام أنبيائهم بعد غيابهم من كل من هب ودب ، فكان التحريف الذي تحدث عنه الكتاب العزيز في ثلاثة مواضع [1] وكان الضلال ، وكان الضياع . إن بحث العصمة لا يعني إلا التعريف بالطريق الأفضل ، لتلقي الشريعة الإلهية على نقاوتها وأصالتها ، ومن هنا يكون طرح هذه المسألة على بساط البحث ضرورة يقتضيها الواجب على كل مسلم بأن يتلقى دينه من أكثر الطرق اطمئنانا . العصمة في اللغة : العصمة في اللغة بمعنى المنع ، ويطلق على ما يعتصم به الإنسان ويمنع به نفسه عن الوقوع فيما يكره . ومنه قولهم : اعتصم فلان بالجبل إذا امتنع به ، ومنه سميت العصم وهي وعول الجبال لامتناعها بها . قال سبحانه : " سآوي إلى جبل يعصمني من الماء قال : لا عاصم .